"حسين حبيبي".. مفارقات إنسانية مؤثرة في فيلم فلسطيني
كشف المخرج الفلسطيني أليكس بكري عن مفارقات إنسانية وتفاصيل مدهشة أثناء رحلته في صنع فيلم "حسين حبيبي"، الذي فاز أخيرا بجائزة "أفضل فيلم" ضمن مسابقة "أسبوع النقاد" بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
ويتناول العمل التجربة الفريدة لحسين داربي، آخر مشغل آلة عرض سينمائي في مدينة جنين الفلسطينية، في محاولة لنقلها إلى الأجيال الجديدة باعتباره رجلا عاش حياته في خدمة هذا الفن.
وأكد بكري، في تصريحات إعلامية، أنه "حين التقى داربي شعر بأن في صوته وملامحه وذاكرته حكاية أكبر من المكان والزمان، حكاية تستحق أن تُروى بصدق، وأن تبقى حية مهما تغيرت الظروف، فهو الروح التي بقيت تتردد في أروقة السينما القديمة، والنبض الأخير لذاكرة كاملة كادت أن تُمحى".
وأضاف أن "كل حركة كان يقوم بها كانت غارقة بحب أصيل للمهنة، بحرفية متوارثة، وبشغف لا يمكن تزييفه. عام 2011 قررت البدء من الصفر، كنت أحمل في داخلي شعورًا متزايدًا بالمسؤولية تجاه الرجل الذي كان يسألني دائمًا: وين الفيلم؟ إمتى يخلص؟".
ومضى بكري قائلًا: "صوّرت المشاهد بنفسي، وبنيت السرد أثناء التصوير، كان التحدي الأكبر هو المونتاج، أن أحذف مشاهد أحببتها كي أحافظ على الإيقاع، وأن أتعامل مع مادة غزيرة تحتاج إلى عين متجددة. جاءت جائحة كورونا كهدية غير متوقعة، منحتني عزلة ضرورية لأرى الفيلم بوضوح، ولأعيد بناء هيكله بعيدًا عن ضغوط الزمن".
ولفت إلى أنه حاول أن يكون محايدًا قدر الإمكان، فلم يكن يرغب في خطاب سياسي مباشر، فالسينما بالنسبة له لغة حسية، تنكشف في الإيحاء لا في الشعارات، من هنا أراد أن يقرأ المشاهد ما بين السطور، وأن يصل بنفسه إلى جوهر الحكاية.
وأوضح بكري أنه "عندما رحل حسين عن الحياة، شعر بأن الرجل الذي قضى حياته خلف جهاز العرض قد عبر أخيرًا إلى الجهة الأخرى من الشاشة، صار هو الضوء نفسه وتمنى لو أنه رأى نفسه كما رآه واحتفى به الآخرون".
وأشار إلى أن "كل ما يرجوه الآن هو أن تعرف عائلته أي رجل عظيم كان، فالأثر الذي يتركه أصحاب النور لا يموت".