كيف علق سعد لمجرد على إرجاء محاكمته لعدة أشهر؟

أثار قرار محكمة فرنسية أمس الاثنين بإرجاء محاكمة الفنان المغربي سعد لمجرد لمدة ستة أشهر على الأقل، في تهمة اغتصاب نادلة قبل سنوات طويلة، حالة من التفاعل الواسع لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب والعالم العربي. وجاء هذا القرار بعد تغيب لمجرد عن حضور الجلسة المقررة في محكمة دراغينيان جنوب شرقي فرنسا، حيث كان من المفترض أن يمثل طليقًا أمامها.

وفي تعليقه على قرار تأجيل المحاكمة، نشر الفنان سعد لمجرد بيانًا رسميًا على حسابه في منصة إنستغرام، أشار فيه إلى أن هيئة الدفاع عن لمجرد تقرر تأجيل الجلسة بسبب الحالة الصحية لرئيسة المحكمة، وأن الدفاع يتفهم مبررات القرار.

وأعرب البيان عن أسف هيئة الدفاع لاستمرار تأجيل الفصل في القضية لأشهر إضافية، رغم أن النيابة العامة كانت قد طالبت بعدم ملاحقة لمجرد منذ أربع سنوات ونصف.

كما أوضح البيان أيضًا أن ملف سعد لمجرد الثاني، والمتعلق بالقضية في باريس، قد تم تأجيله أيضًا إلى عام 2026. وأشار البيان إلى أن الجلسة تم تأجيلها على ضوء ما تبين من سلوك المدعية، التي استُدعيت للمثول أمام المحكمة بسبب اتهامها بمحاولة ابتزاز لمجرد بمبلغ 3 ملايين يورو، عبر وسطاء، للتنازل عن قضيتها. كما أُثير اتهام المدعية بتشكيل عصابة لارتكاب عملية احتيال مرتبطة بقضية العدالة.

وشدد سعد لمجرد في بيانه تمسكه ببراءته منذ تسع سنوات، معبرًا عن تطلعه لتحقيق  العدالة كاملة في أقرب وقت. البيان الذي نشره حمل نسختين بالعربية والفرنسية، بتوقيع هيئة الدفاع، كريستيان سان باليه وزوري رويو.

ووفقاً لمراقبين، يُتوقع أن يزداد تعقيد ملف سعد لمجرد القضائي نتيجة تأجيل محاكمته عدة أشهر أخرى، مع استمرار بقائه قيد المراقبة القضائية، وسط ترجيحات أن موعد محاكمته المؤجل، لن يكون قبل يونيو/حزيران 2026، حيث تُعقد جلسات محكمة الجنايات في الشهر ذاته، ما يُضفي على قضيته المزيد من الجدل والترقب.

وبحسب مصادر مُقربة، كان لمجرد يأمل في أن يسدل الستار على قضيته الطويلة مع القضاء الفرنسي، التي شهدت سلسلة من التأجيلات والتحقيقات المستمرة، لا سيما مع ظهور أدلة جديدة تُدين المُدعية بمحاولة ابتزازه، ما يزيد من ضبابية الملف القضائي المُعقد.

من جهتها، كانت نزهة الركراكي، والدة سعد لمجرد، علقت على تأجيل محاكمته السابقة من 2 إلى 6 يونيو الماضي، وأكدت آنذاك في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن قرار التأجيل يصب في مصلحة ابنها، مُشيرة إلى أن هيئة الدفاع تمتلك أدلة قد تقلب موازين القضية لصالحه، وفق تعبيرها.

تُشير المعطيات الحالية إلى أن قضية سعد لمجرد قد تشهد فصلًا جديدًا في يونيو 2026، حيث يترقب الجميع البت النهائي في جلسة محاكمته القادمة، لا سيما مع وجود أدلة تدين المدعية في قضية الابتزاز، يتوقع البعض أن يحصل لمجرد على البراءة في حال ثبوت تعرضه لهذه العملية، وأخذ محكمة الجنايات الفرنسية بها.