مخازن للغذاء وشبكة كمائن.. تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل الحياة داخل أنفاق رفح
كشفت تحقيقات إسرائيلية مع عناصر من حركة حماس تم اعتقالهم في أنفاق "الجنينة" جنوبي قطاع غزة، عن تفاصيل الحياة داخل الأنفاق خلال ثمانية أشهر من الحصار والقتال المستمر.
وفقا لاعترافات العناصر التي قبض عليها خلال محاولتهم الهرب من الأنفاق، فقد اعتمد المقاتلون على نظام تناوب دقيق للحركة بين شبكة الأنفاق والكمائن المنصوبة فوق سطح الأرض.
وأكدت الاعترافات أن العمل المسلَّح لم يتوقف، وأن التواصل مع قيادات الحركة استمر بانتظام حتى بعد توغل الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح، بحسب ما نقلته قناة "أخبار 12" العبرية عن دوائر شاركت في التحقيق.
وتؤكد المعلومات المسربة من مصدر أمني في تل أبيب أن العناصر العالقة جمعت كميات كبيرة من المواد الغذائية والمياه داخل الأنفاق، في خطوة استباقية لضمان البقاء لفترة طويلة، وإحباط أي محاولة إسرائيلية للمساومة على إطلاق سراحهم، وفق التقرير.
وأوضح المصدر الأمني أن قوات الجيش الإسرائيلي سبق لها وداهمت أعماق أنفاق "الجنينة" قبل تحصّن عناصر حماس بها، لكنها لم تكمل عمليات التمشيط والتدمير، مشيرا إلى أن هذا الفشل الجزئي سمح لمقاتلي حماس بالاندفاع إلى حيث النفق واستخدامه كملاذ طويل الأمد مع بدء العمليات البرية في رفح.
كما كشفت الاعترافات عن طريقة تأمين الإمدادات، فقبل تغيير مسار المساعدات الإنسانية وابتعاده عن منطقة "الجنينة"، اعتمد المحاصرون على انتشال نصيب كبير من القوافل، وعبؤوا الأنفاق بالغذاء والماء، بحسب الرواية الإسرائيلية.
وتناوب المقاتلون مهام العمل اللوجستي والعسكري، من نقل الإمدادات إلى الداخل وصولاً إلى نصب الكمائن في الخارج، بناءً على توجيهات قيادة العمليات في غزة.
يشار إلى أن أنفاق "الجنينة" ليست استراتيجية، ولا تمتد إلى خان يونس، بل تقتصر تشعباتها على مدينة رفح فقط، وفقاً للمصدر الأمني.
وتشير اعترافات معتقلي حماس إلى أنهم أمضوا معظم فترة الحرب في أنفاق رفح. وكشفت أقوالهم عن حقيقة مفاجئة، بحسب وصف التقرير، إذ إنه خلال وقف إطلاق النار الأول في نوفمبر/ تشرين الأول 2023، خرجوا من الأنفاق ثم عادوا إليها مع استئناف القتال، ولم ينقطع اتصالهم مع القادة خلال هذه الفترات.
أما الأكثر إثارة، ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر أمني بأن عناصر حماس المحاصرين تمكنوا من الصعود إلى سطح الأرض، والوصول إلى خان يونس، والتواصل والاجتماع بقادتهم.
وتؤكد التسريبات أن بعضهم شارك في مراسم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ثم عاد المقاتلون إلى رفح عبر الأنفاق لاستئناف عملياتهم العسكرية.