عاجل
الخميس 04 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

كيف يسهم غياب الحدود في تنشئة طفل "متطلب"؟

نيوز 24

يشير متخصصون في مجال نمو الطفل إلى أن غياب وضع حدود واضحة يعدّ من أبرز العوامل التي تؤدي إلى شعور الأطفال بالاستحقاق المفرط.

ويؤكد الخبراء أن كثيرًا من الآباء يقلقون من صعوبة تقبّل أطفالهم لكلمة "لا"، ومن مطالبتهم المستمرة بالاهتمام، وتوقعهم للاستجابة الفورية، كلها سلوكيات ترتبط غالبًا بعدم اتساق الأهل في وضع القواعد أو الالتزام بها.

كيف تعزز السلوك المتطلب دون أن تنتبه

ويشرح المختصون لموقع "سايكولوجي توداي" أن الأطفال بطبيعتهم يختبرون الحدود خلال مراحل تطورهم، وأن أكثر الأطفال مقاومةً للقواعد هم في الواقع الأكثر حاجة إليها.

وعندما يتجنب الآباء فرض حدود واضحة بدافع الشعور بالذنب أو الخوف من الخلاف أو الإرهاق، فإن الأطفال يتعلمون أن الإلحاح أو الانفعالات العاطفية أو إشعار الأهل بالذنب تؤدي في النهاية إلى تحقيق رغباتهم. وهذا يعزز السلوك المتطلّب ويضعف قدرة الطفل على التعامل مع الإحباط أو مراعاة احتياجات الآخرين.

ويؤكد خبراء علم النفس أن وضع الحدود ليس عقابًا، بل هو شكل أساسي من الإرشاد العاطفي. فالقواعد تساعد الأطفال على اكتساب مهارات حياتية مهمة مثل الصبر، واحترام الآخرين، وتأجيل الإشباع، وفهم أنهم لا يمكن أن يكونوا محور الاهتمام طوال الوقت. كما تسهم هذه الحدود في بناء قدرة الطفل على التحمّل وتعزيز التعاطف.

كيف تضع الحدود؟

ويشدّد المتخصصون على أهمية أن يعرف الأهل ما يمكنهم التحكم به وما لا يمكنهم التحكم به. فهم لا يستطيعون إجبار الطفل على تغيير سلوكه، لكن يمكنهم التحكم بالظروف، وبردود أفعالهم، وبالحدود الموضوعة. ويُعدّ تقديم خيارات واضحة؛ مثل السماح للطفل بالاستمرار في نشاط معيّن ضمن شروط محددة أو نقله إلى مكان آخر إذا لم يلتزم بالقواعد، طريقة فعّالة لترسيخ المسؤولية لدى الطفل مع الحفاظ على شعوره بالدعم.

كما ينصح الخبراء بعدم الاستجابة للاحتجاجات أو الانفعالات العنيفة عندما تكون الحدود منطقية وآمنة. إذ يحتاج الطفل لتعلّم أن التعبير عن الانزعاج لن يؤدي إلى تراجع الأهل عن قرارات ضرورية. ويُعدّ تعزيز أي نجاح، خطوة مهمة تساعد الطفل على فهم أنه قادر على تحمّل الإحباط والانتظار.

وفي النهاية، يشير المختصون إلى أن الالتزام المستمر بالحدود يخلق ديناميكيات أسرية أكثر صحة، ويمنح جميع الأطفال شعورًا بالعدل، ويخفف الصراعات، ويدعم النمو العاطفي. ومع مرور الوقت يصبح الأطفال أكثر تعاونًا وتفهمًا واحترامًا لاحتياجات الآخرين، وهي عوامل أساسية تمنع تنشئة طفل مترف أو متطلّب.