عاجل
الأربعاء 10 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

فضيحة طبية في أوروبا.. استخدام حيوانات منوية لمتبرع يحمل طفرة سرطانية لإنجاب نحو 200 طفل

تعبيرية
تعبيرية

كشف تحقيق واسع النطاق أن حيوانات منوية من متبرع يحمل طفرة جينية تزيد من خطر الإصابة بالسرطان (دون علمه بذلك)، قد استُخدمت لإنجاب نحو 200 طفل في عدة دول أوروبية.

وأظهر التحقيق أن الحيوانات المنوية لم تُباع لعيادات في المملكة المتحدة، لكن بعض العائلات استخدمتها أثناء تلقي علاج الخصوبة في الدنمارك. وقد توفي بعض الأطفال بالفعل، ومن المتوقع أن يصاب العديد ممن يحملون هذا الجين بالسرطان خلال حياتهم.

واعترف بنك الحيوانات المنوية الأوروبي في الدنمارك باستخدام هذه الحيوانات المنوية لإنجاب عدد كبير من الأطفال، وقدم "أعمق تعازيه" للعائلات المتضررة، مؤكدا أنه تم إبلاغ جميع النساء المتلقيات للعلاج.

وأُجري التحقيق بمشاركة 14 هيئة بث عامة، بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، ضمن شبكة الصحافة الاستقصائية التابعة للاتحاد الأوروبي للبث. وتبين أن المتبرع تلقى أجرا مقابل التبرع أثناء دراسته، واستُخدمت حيواناته المنوية لمدة تقارب 17 عاما.

وعلى الرغم من صحة المتبرع واجتيازه جميع فحوصات الكشف الروتينية، كشفت التحاليل عن تغييرات في حمضه النووي، ما يعني أن جين TP53 – المسؤول عن منع تحول الخلايا إلى خلايا سرطانية – كان متضررا.
وأكد بنك الحيوانات المنوية الأوروبي أنه لا يمكن الكشف عن هذه الطفرة في الفحوصات الاعتيادية، وأنه "حظر" المتبرع فور اكتشاف المشكلة.

ولم يكن الجين المتأثر موجودا في جميع خلايا جسم المتبرع، بل في نحو 20% من الحيوانات المنوية، ما يعني أن الأطفال الذين أنجبهم سيحملون الجين المتغير في جميع خلايا أجسامهم، وهو ما يعرف باسم متلازمة "لي-فراوميني".

ويواجه المصابون بهذه المتلازمة خطرا متزايدا يصل إلى 90% للإصابة بالسرطان قبل سن الستين، بما في ذلك سرطان الثدي وأورام الدماغ وسرطان العظام وساركوما الأنسجة الرخوة وبعض سرطانات الأطفال.

وتعد متلازمة "لي-فراوميني" حالة نادرة، وفقا للمراكز الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، ويقدّر وجود أكثر من 1000 عائلة متعددة الأجيال مصابة بها حول العالم. ويخضع المصابون لمتابعة منتظمة للكشف المبكر عن الأورام.

وسابقا، أشار الأطباء في الجمعية الأوروبية لعلم الوراثة البشرية إلى خطورة الوضع، موضحين أنه تم اكتشاف 23 طفلا يحملون الطفرة من بين 67 طفلا معروفين حينها، وتشخيص عشرة منهم بالسرطان.

وأفادت BBC أن ما لا يقل عن 197 طفلا تضرروا، مع الإشارة إلى أن البيانات لم تُجمع من جميع الدول، ما قد يعني أن الرقم الفعلي أعلى. واستُخدمت الحيوانات المنوية في 67 عيادة خصوبة في 14 دولة.

وفي المملكة المتحدة، يُسمح باستخدام حيوانات منوية من متبرع واحد لإنجاب أطفال في ما يصل إلى 10 عائلات فقط، لكن هذه القيود تختلف من دولة إلى أخرى.