عاجل
الخميس 11 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

تحذيرات من خلط أعراض الصدمات النفسية باضطراب فرط الحركة

تعبيرية
تعبيرية

يحذّر عدد من المختصين في طب الأطفال والصحة النفسية من تزايد الخلط بين أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وبين السلوكيات الناتجة عن التعرض لصدمات نفسية، ما قد يؤدي إلى تشخيصات خاطئة ومنح الأطفال أدوية منشطة فيما تكون مشكلتهم الأساسية مرتبطة بانعدام الشعور بالأمان.

ووفقا لموقع "سايكولوجي توادي"، تشير التحذيرات إلى أن الأطفال الذين مرّوا بتجارب قاسية مثل العنف الأسري، الإهمال، فقد أحد الوالدين، أو التنقل المتكرر بين المنازل والمدارس، قد يُظهرون سلوكيات شبيهة تمامًا بأعراض ADHD، تشمل تشتت الانتباه والاندفاع وفرط الحركة وصعوبة تنظيم المشاعر. لكن هذه الأعراض غالبًا ما تكون انعكاسًا لجهاز عصبي يعيش في حالة استنفار دائم، نتيجة تجربة مؤلمة لم تُعالج بعد.

ويرى الخبراء أن الفارق الأساسي بين الحالتين يكمن في طبيعة السبب، فـADHD اضطراب عصبي نمائي يظهر مبكرًا ويستمر عبر مختلف البيئات، أما الصدمات النفسية تُعيد برمجة الدماغ ليركّز على مراقبة الخطر وتحقيق الأمان، لا على التعلم أو الانتباه.

ويشير المختصون إلى أن الطفل المتأثر بصدمات لا يعاني نقصًا في الانتباه، بل يوجّه انتباهه بالكامل نحو سؤال داخلي واحد: "هل أنا بأمان؟"، ما يجعله غير قادر على التركيز في المدرسة أو الالتزام بالتعليمات.

ولتفريق الحالتين بدقة، ينصح الأطباء بالبحث في أربع نقاط:

توقيت ظهور الأعراض: إذ تظهر أعراض ADHD قبل سن 12 عامًا، بينما ترتبط أعراض الصدمة بحدث ضاغط أو مفاجئ.
تبدّل السلوك حسب البيئة: تتصاعد أعراض الصدمة مع التوتر وتخف مع الأمان، بينما تبقى أعراض ADHD ثابتة.
علامات فرط اليقظة أو الانفصال الذهني: وهي مؤشرات قوية على وجود صدمة.
وجود تاريخ عائلي للاضطراب: ما قد يشير إلى احتمال الجمع بين الحالتين.
ويؤكد الخبراء أن إعطاء المنشطات لطفل يعاني صدمة غير معالجة قد يزيد من توتره وقلقه ويضعف نومه، مشددين على قاعدة: "تحقيق الأمان أولًا، ثم تقييم الحاجة للأدوية".

ويشمل ذلك توفير بيئة مستقرة وروتينًا واضحًا لعدة أشهر، إلى جانب التعاون بين الأهل والمدرسة، واعتماد أدوات تساعد الطفل على تهدئة جهازه العصبي مثل تمارين التنفس والخيال الموجّه.

ويختتم المتخصصون بالتشديد على ضرورة تغيير زاوية النظر إلى سلوكيات الأطفال، فالكثير منها قد يكون استجابة بقاء وليست اضطرابًا، مؤكدين: "افحص احتمالات الصدمة قبل تشخيص نقص الانتباه".