حرب التجارة المخفية.. المكسيك توازن بين الضغط الأمريكي والشراكة الصينية
كشف تقرير حديث أن المكسيك بصدد إثارة نقاش حاد هذا الأسبوع في الكونغرس، بشأن إقرار مشروع فرض رسوم جمركية على واردات من الصين ودول آسيوية أخرى، في خطوة تواجه معارضة واسعة من شركات محلية، وسط مخاوف من تأثيرها على الصناعات الحيوية وسلاسل الإمداد في البلاد.
وبحسب "غلوبال تايمز"، فإن لجنة النواب المكسيكية وافقت، الأربعاء، على فرض رسوم تصل إلى 50% على مجموعة واسعة من المنتجات، من السيارات والمنسوجات إلى الفولاذ والألومنيوم وقطع غيار السيارات، لكن مشروع القانون يحتاج إلى مصادقة مجلس الشيوخ قبل أن يدخل حيز التنفيذ، ولا يزال مشروع القانون بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ، رغم معارضة الصين ومجموعات الأعمال المحلية، وفقًا للتقرير.
وحذر خبراء صينيون من أن تطبيق الرسوم قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في الصناعات المكسيكية، ولا سيَّما قطاع السيارات الذي يعتمد بشكل كبير على المكونات الصينية.
من جانبه، أكد مدير معهد الدول النامية في المعهد الصيني للدراسات الدولية في بكين وانغ يومينغ للصحيفة: "إذا تم اعتماد الرسوم الجمركية الإضافية على الصين، فسيكون لذلك أثر واضح على الاقتصاد المكسيكي، وسيُسبب اضطرابات كبيرة في الصناعات المكسيكية، ولا سيَّما قطاع السيارات الذي يعتمد بشكل كبير على المكونات الصينية".
في المقابل، أشار مصنعون ومسؤولون محليون إلى أن الرسوم الجمركية ستعطل سلاسل الإمداد في وقت تواجه فيه المكسيك تباطؤًا اقتصاديًا ملحوظًا، بينما يسعى بعض النواب لتفادي نزاع تجاري مع الصين، الشريك التجاري الثاني للمكسيك عالميًا وأكثرها أهمية في أمريكا اللاتينية.
في غضون ذلك، أشارت تقارير إعلامية إلى أن اقتراح المكسيك يأتي في ظل ضغوط شديدة تواجهها من التهديدات الأمريكية بفرض تعريفات جمركية، وزعمت "بلومبيرغ" أن هذه الخطوة تُؤجج التوقعات بإمكانية إفساح المجال قريبًا؛ لتخفيف التعريفات الأمريكية على الصلب والألومنيوم المكسيكيين؛ ما يضع المكسيك في مواجهة مزدوجة: ضرورة حماية مصالحها التجارية مع الصين، وفي الوقت نفسه تفادي التوتر مع أكبر حليف اقتصادي وسياسي لها.
وكانت الصين قد أكدت رفضها لأي إجراءات أحادية الجانب أو تقييدية، مشددة على أنها ستدافع عن حقوقها ومصالحها الشرعية في ضوء التطورات الأخيرة.