عاجل
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

ابتكار صيني لعلاج العقم الذكري.. ما القصة؟

أرشيفية
أرشيفية

أعلن فريق بحثي صيني عن تطوير مرهم جديد يعمل على تعزيز حركة الحيوانات المنوية، في خطوة علمية قد تساعد في معالجة أزمة الخصوبة الذكرية المتنامية عالميا.

ويأتي هذا الابتكار في وقت تشهد فيه معدلات الخصوبة الذكرية تراجعا ملحوظا عبر العالم منذ خمسة عقود، مع انتشار مشكلات تشمل انخفاض العدد، وضعف الحركة، وتشوهات الشكل في الحيوانات المنوية. ويعزى ذلك جزئيا إلى خيارات نمط الحياة والمواد الكيميائية في البيئة.

وبينما يمكن التعرف بسهولة على العلامات الواضحة للعقم، مثل ضعف الانتصاب، قد تتطور مشاكل أخرى، مثل انخفاض جودة الحيوانات المنوية قبل ظهور أي أعراض ملحوظة. وتتضمن العلاجات الأكثر شيوعا لتحسين جودة الحيوانات المنوية تغييرات في نمط الحياة مثل الإقلاع عن التدخين بالإضافة إلى خيارات أكثر تدخلا مثل التصحيح الجراحي أو العلاجات الهرمونية.

والآن طور علماء من معهد التكاثر والتنمية في جامعة فودان مرهما سهل التطبيق لتعزيز جودة الحيوانات المنوية، حيث تم تصميم هذه المادة الهلامية (الهيدروجل) للتطبيق الموضعي الخارجي على الخصيتين.

وتعتمد التقنية المبتكرة على بروتين يدعى SKAP2، المعروف بدوره الحيوي في الحفاظ على البنية الطبيعية وحركة الحيوانات المنوية. ولضمان إيصال البروتين بدقة، حمل على جسيمات هلامية آمنة مشتقة من الحليب، تسمح بنفاذه عبر الجلد ليصل مباشرة إلى الخلايا المستهدفة.

واختبر المرهم بنجاح على نماذج حيوانية، حيث تعرضت ذكور الفئران لعوامل معروفة بإضعاف جودة السائل المنوي، مثل الإجهاد الحراري والمادة البلاستيكية PTFE (بولي رباعي فلورو الإيثيلين المستخدمة في الأواني غير اللاصقة) ومعادن ثقيلة كالرصاص.

وبعد شهر من العلاج الموضعي، سجلت الحيوانات المنوية للقوارض تحسنا كبيرا في الحركة، اقتربت في كثير من الحالات من المستويات الطبيعية.

ولتقييم الفعالية على البشر، اختبر الباحثون الهلام أيضا على عينات سائل منوي لرجال يعانون من ضعف حركة الحيوانات المنوية. وأظهرت النتائج تحسنا ملحوظا في كل من الحركة والحيوية بعد تعريض العينات للمادة المطورة.

ويعد هذا المرهم، وفقا للدراسة المنشورة في مجلة "ذا إنوفيشن"، أول استراتيجية علاجية "مستهدفة" لإصلاح ضعف حركة الحيوانات المنوية، بعيدا عن العلاجات التقليدية التي تركز على تغيير نمط الحياة أو التدخلات الجراحية والهرمونية.

وأكد الباحثون أن نتائج الدراسة "ذات قيمة عالية في التوجيه السريري"، وقد تفتح الباب أمام خيارات علاجية دقيقة تعزز فرص الحمل الطبيعي وتزيد من نجاح تقنيات الإنجاب المساعد.