عاجل
السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

غزة في قلب العاصفة.. سيناريو الانفجار الإقليمي يهدد الشرق الأوسط

جانب من الدمار الذي
جانب من الدمار الذي لحق بقطاع غزة

تترقب المنطقة حسم ملفات شائكة، مع نهاية الشهر الحالي، في ما يتصل بحرب غزة وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، والتعامل مع سيناريو انفجار إقليمي محتمل من خلال مواجهة مفتوحة بين إسرائيل ولبنان أو إيران. 

وتتحرك الولايات المتحدة ووسطاء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لتثبيت مسار إطلاق المرحلة الثانية من الاتفاق، وإنهاء حالة المراوحة بين التهدئة وشبح العودة للحرب.

ملفات مفتوحة
ويرى المحلل السياسي فراس ياغي أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن في نهاية هذا الشهر ستكون مفصلية، وستحسم ملفات أساسية تتعلق بقطاع غزة والمنطقة عمومًا.

وقال لـ"إرم نيوز": "الأمر لا يتعلق بضغط مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بل بتفاهمات قائمة بين الطرفين، إذ لا توجد خلافات جوهرية بين ترامب ونتنياهو".

وأضاف ياغي أن نتنياهو يبحث مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رسم سيناريوهات متعددة، سواء لما بعد الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب، أو في حال فشل هذه المرحلة والعودة إلى استئناف المعارك في قطاع غزة.

وتوقع أن يطرح نتنياهو خلال لقائه المرتقب مع ترامب سلسلة من الشروط للقبول بالمرحلة الثانية، أبرزها: استعادة جثة الأسير الإسرائيلي المتبقية، ونزع سلاح حركة حماس، ومنح إسرائيل حرية الحركة داخل غزة. 

فرض رقابة أمريكية
وتوقع كذلك أن يطرح نتنياهو فرض رقابة أمريكية مباشرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح، ومنح إسرائيل حق "الفيتو" على كل من سيشارك في إدارة قطاع غزة سواء دوليًا أو فلسطينيًا، وكذلك على الدول التي يمكن أن تكون جزءًا من قوة الاستقرار الدولية.

وبينّ ياغي أن نتنياهو سيحاول خلال لقائه مع ترامب أن يُظهر التزامه بإنجاح خطة المرحلة الثانية في قطاع غزة، مقابل تفاهمات أوسع تشمل ملفي لبنان وإيران.

وقال: "الواقع الميداني المعقّد في قطاع غزة قد يُفشل خطة ترامب، لكن جوهر المشكلة مرتبط بتركيبة الحكومة الإسرائيلية، فلا يمكن إحداث تغيير حقيقي في المشهد الإقليمي أو داخل غزة دون تغيير في المشهد السياسي داخل إسرائيل".

وأضاف: "ما دامت هناك حكومة يمينية متطرفة، فإسرائيل ستواصل السعي لتحقيق أهدافها، سواء عبر القتال أو عبر انتقاء ما يناسبها من خطة ترامب نفسها".

وتابع ياغي: "المرحلة المقبلة ستشهد تعاملاً مختلفًا مع الملفات الإقليمية الشائكة، وتحديدًا لبنان وإيران"، مشيرًا إلى أنها ستُدار بتوافق بين نتنياهو وترامب، وباتجاه التصعيد لا التهدئة.

وقال: "في ما يتعلق بلبنان وبإيران، يبدو أن هناك توافقًا ما بين الطرفين باتجاه فرض مزيد من الضغط، ما سيجعل التصعيد مرشحًا للعودة بقوة".

وأضاف: "سيكون هناك تصعيد لأن كل الملفات لم تُغلق. ولا يمكن تنفيذ الخطة الأمريكية دون إغلاق ملفات غزة ولبنان وإيران".

زيارة حاسمة
ومن جهته قال المحلل السياسي عماد عمر إن إسرائيل تواصل التحضير للقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر اجتماعات مع "الكابينيت"، مشيرًا إلى أن هذا الاجتماع سيبحث قضايا حساسة في أكثر من ملف.

وأضاف عمر لـ"إرم نيوز": "ستؤدي الإدارة الأمريكية دورًا ضاغطًا على نتنياهو، مستخدمة ملفات إقليمية مثل إيران وسوريا ولبنان، لدفعه نحو القبول بالانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب".

وذكر أن "هذه الخطة تُعد بمرتبة رؤية أمريكية شاملة للشرق الأوسط وتحمل اسم الرئيس ترامب، ولذا لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تسمح بإفشالها، حتى وإن تطلب الأمر تقديم امتيازات لنتنياهو في ملفات إقليمية أخرى". 

المرحلة الثانية من خطة ترامب
وتابع عمر: "المرحلة الثانية من الخطة تمثل جوهر الرؤية الأمريكية، إذ تتضمن الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود غزة، ودخول قوة استقرار دولية، وبدء عملية إعادة الإعمار، وترتيبا شاملا للملف الفلسطيني".

ونوه بأن "هذه النقاط تُعد ذات أولوية قصوى لدى إدارة ترامب، ما يُرجح فرض تنفيذها خلال الأسبوع الأول أو الثاني من يناير كانون الثاني المقبل".

وبيّن أن "السيناريو الأقرب خلال المرحلة المقبلة هو دخول الفلسطينيين في  المرحلة الثانية من خطة ترامب مع مطلع العام الجديد، مرجحًا بالتوازي احتمالية اندلاع جبهة جديدة بين إسرائيل وجبهات أخرى، أبرزها الجبهة الإيرانية، التي تمثل الخطر الأكبر من وجهة النظر الإسرائيلية".

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد بداية تركيب الملفات الفلسطينية الداخلية، ضمن رؤية عربية تقودها مصر، تركز على خطة التعافي المبكر وبدء إعادة الإعمار.

وأضاف: "سنشهد خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة تشكيل الهيئات الأساسية المعنية بتنفيذ المرحلة الثانية، وعلى رأسها مجلس السلام الدولي، والمجلس التنفيذي الذي سيُشرف على التفاصيل التنفيذية للخطة".