مسلسل "هند رستم" يثير جدلًا واسعًا.. وورثتها يرفضون العرض
تصاعد الجدل أخيرًا حول تقديم مسلسل يستلهم قصة حياة أيقونة السينما المصرية الراحلة هند رستم، مكون من 10 حلقات ويحمل عنوانًا مبدئيًا هو "هنومة"، اسم الشخصية التي قدمتها في الفيلم الشهير "باب الحديد" إنتاج 1959.
ورفض ورثة الفنانة بشدة ظهور المسلسل للنور، كما توعد بالملاحقة القانونية بيان صادر عن المكتب القانوني للسيدة بسنت حسن رضا، ابنة هند، أي محاولة لتقديم السيرة الذاتية لوالدتها، مؤكدًا أن "الفكرة مرفوضة شكلًا وموضوعًا".
ورغم أن هند رستم نفسها كانت تردد كلما سُئلت حول تقديم قصة حياتها على الشاشة: "ما اللافت في حياتي حتى يحدث ذلك؟"، إلا أن المتأمل لسيرتها الذاتية يجدها تحتوي على مفارقات وتحولات وأحداث ربما تكون "ملهمة" دراميًا بالفعل.
ولدت الفنانة الملقبة بـ"ملكة أدوار الإغراء" في عام 1929، واتجهت إلى الفن في حقبة الأربعينيات بوقت كانت النظرة إليه "دونية" على المستوى الاجتماعي، ولم يكن سهلًا أن تقبل عائلتها بالأمر خصوصًا أن والدها كان ضابطًا في البوليس المصري.
ورغم أن بداياتها الأولى جاءت متواضعة للغاية من خلال ظهورها كـ "كومبارس صامت"، إلا أنها استطاعت الصعود إلى قمة الشهرة والنجومية عبر عشرات الأفلام التي صنعت منها أسطورة نسائية.
ورسمت هند رستم صورة ملامح "الأنثى النموذجية" في خيال العديد من الأجيال من خلال جمال لافت يجمع بين الملامح الشرقية والغربية، وقوام ممشوق، وضحكة تلقائية ساحرة، فضلًا عن توظيف نبرة الصوت ونظرة العين ببراعة.
وقدمت هند رستم أدوار الإغراء دون إسفاف أو ابتذال، مع خلو تام من مشاهد العري أو العبارات الحوارية الخادشة للحياء، معتمدة فقط على "نظرة عين" تستطيع أن تقول كل شيء، و"نبرة صوت" تحمل شحنة غواية بالغة التأثير.
وفي المقابل، رفضت العديد من الألقاب في هذا السياق والتي أطلقتها عليها الصحافة، مثل: "ملكة الإغراء"، و"أيقونة الإغراء"، و"مارلين مونرو الشرق"، حيث كانت ترى أن التركيز على تلك الجزئية لا يفيدها، بل يضرها من نواحٍ عديدة.
ويذكر الناقد والمؤرخ الفني أيمن الحكيم في كتابه "ذكرياتي – هند رستم" أنها كانت تفضل في المقابل لقب "الهانم" الذي أطلقه عليها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فضلًا عن لقب "ريتا هيوارث مصر".
والمدهش أنها بعد أن تزوجت الدكتور محمد فياض، طبيب النساء والتوليد الشهير، فاجأت الجميع واعتزلت الفن من أجل التفرغ لحياتها الزوجية معه في عز نجوميتها عام 1979 بعد أن تخطت أفلامها حاجز التسعين عملًا.
واللافت أنها أصبحت أكثر اعتزازًا وفخرًا بلقبها الجديد "مدام الدكتور فياض"، مشيرة إلى أنها "لم تتنكر لاسمها، لكن لقبها الجديد يشعرها بالمزيد من المسؤولية"، على حد تعبيرها.