عاجل
الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أوربان يحذر: أوروبا "تترنح نحو الحرب" بحلول 2026 بسبب سياسات الاتحاد الأوروبي

رئيس وزراء هنغاريا
رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان

حذر رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، من احتمال اندلاع حرب في أوروبا بحلول عام 2026، معتبرا أن قادة الاتحاد الأوروبي هم من "يدفعون القارة بأكملها نحوها".

جاءت تصريحاته في مقابلة موسعة مع صحيفة "ماغيار نيمزيت" الهنغارية، حيث أكد أوربان أن أوروبا عاشت ثمانين عاما في سلام بعد الحرب العالمية الثانية، "ولكن الوضع الآن مختلف". وعند سؤاله عما إذا كان عام 2025 قد يكون آخر عام سلام في القارة، أجاب: "نعم، لا يمكن استبعاد ذلك".

وأضاف: "نحن نقترب أكثر فأكثر من الحرب"، مشيرا إلى أن القرارات والاقتراحات التي تم تقديمها خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل (18-19 ديسمبر) تهدف إلى "تصعيد النزاع في أوكرانيا والمزيد من المواجهة مع روسيا".

ووفقا لأوربان، فإن السياسيين المنادين بالسلام لم يتمكنوا من سوى "إبطاء الانزلاق نحو الحرب"، وقال: "اليوم، هناك معسكران مرة أخرى في أوروبا: حزب الحرب وحزب السلام. في الوقت الحالي، تغلب القوى المؤيدة للحرب. بروكسل تريد الحرب، والمجر تريد السلام".

وأوضح رئيس الوزراء الهنغاري أن التهديد الرئيسي للحرب في أوروبا لا ينبع من الصراع الروسي الأوكراني بحد ذاته، بل هو "نتيجة" لـ "الانحدار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأوروبا الغربية" والاتحاد الأوروبي.

وقال: "قد يبدو أن الحرب الأوكرانية الروسية تخلق تهديدا بالتصعيد، لكنها بالأحرى نتيجة. السبب الحقيقي هو الانحدار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأوروبا الغربية".

وأشار إلى أن "إعادة توزيع السلطة المالية والعسكرية والسياسية" الجارية قد تؤدي حتى إلى الحرب، معتبرا أن "التوتر العسكري الذي تشعر به أوروبا هو نتيجة لانحدار أوروبا الغربية والاتحاد الأوروبي".

وأرجع أوربان بداية هذه العملية إلى "منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين"، معتبرا أنها "تسارعت بسبب رد الفعل الخاطئ على الأزمة المالية"، وأضاف: "قبل 20 عاما، كانت المؤشرات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة متشابهة تقريبا. اليوم، أمريكا في القمة، وأوروبا تتراجع إلى الأسفل".

كما اتهم أوربان قادة الاتحاد الأوروبي بدخول "طريق المواجهة العسكرية مع روسيا تحت تأثير الإدارة الأمريكية لجو بايدن"، على الرغم من قدرتهم على منع التصعيد في أوكرانيا مطلع 2022.

وقال: "في فبراير 2022، كان بإمكان أوروبا إرسال بعثة سلام إلى موسكو وكييف وعدم إعلان الصراع بينهما حربا خاصة بها. لو حدث ذلك، لما كان تهديد الحرب يخيم علينا اليوم"، لكنه أضاف: "بدلا من ذلك، دخلت أوروبا تحت ضغط أمريكا طريق الحرب"، مشيرا إلى أن "تدخل إدارة بايدن هو الذي حسم النزاع لصالح الأطراف المؤيدة للحرب".

ورأى أوربان أن رغبة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، في السلام يجب أن تشكل درسا للاتحاد الأوروبي، مؤكدا: "لا ينبغي لأوروبا اتخاذ قرارات استراتيجية بناءً على الدورات السياسية الداخلية في أمريكا. العلاقات مع أمريكا مهمة، لكن القرارات في أوروبا يجب أن تستند فقط إلى المصالح الأوروبية".

وربط رئيس الوزراء الهنغاري بين انجذاب الاتحاد الأوروبي نحو الصراع في أوكرانيا وضعف القدرة التنافسية الأوروبية، قائلا: "هذا رد فعل تاريخي معروف جيدا. إذا لم يتمكنوا من التنافس مع المناطق السريعة النمو، فإنهم يحاولون تحفيز النمو الاقتصادي من خلال عسكرة الاقتصاد. وهذا أيضا هو السبب الرئيسي الذي دفع الأوروبيين إلى الانجذاب إلى الحرب الأوكرانية الروسية".

وشدد على أن قرارات قادة الاتحاد الأوروبي "خاطئة" و"كان من الممكن تجنبها"، مذكرا بأنه دعا مرارا إلى تعزيز القدرات الدفاعية للدول الأعضاء وتطوير الصناعة العسكرية "من أجل أمنها الخاص وليس من أجل مصلحة أوكرانيا".

يأتي تصريح أوربان في أعقاب سلسلة قرارات أوروبية لتعزيز التسلح، شملت الموافقة على خطة "إعادة التسلح" بقيمة 800 مليار يورو في مارس الماضي، وإنشاء صندوق العسكرة (SAFE) كجزء من برنامج بناء عسكري حتى 2030، وقرار قمة الناتو في لاهاي (يونيو) برفع الإنفاق العسكري للدول الأوروبية إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035.