عاجل
الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

دراسة جديدة تكشف سر تسارع الاحتباس الحراري

الاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري

في تطور علمي مثير، أعادت دراسة حديثة فهمنا لكيفية تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري خلال العقدين الأخيرين، مشيرة إلى أن السبب لا يكمن فقط في التحسينات في جودة الهواء كما كان يُعتقد، بل في تغيرات جوهرية في سلوك السحب وخصائصها على مستوى الكرة الأرضية.

وأجرت الدراسة جامعة ميامي الأمريكية، التي حللت بيانات فضائية تمتد لعشرين عاما، لتكشف مفارقة ديناميكية بين نصفي الكرة الأرضية.
 ففي حين نجحت جهود مكافحة التلوث في النصف الشمالي بخفض الانبعاثات الصناعية والجسيمات الدقيقة التي تساعد السحب على عكس أشعة الشمس، شهد النصف الجنوبي زيادة كبيرة في الجسيمات الطبيعية الناتجة عن كوارث بيئية غير مسبوقة، أبرزها حرائق أستراليا المدمرة وثوران بركان هونغا تونغا؛ ما أدى إلى تكوين سحب أكثر سطوعا وقدرة على عكس الحرارة.

المفاجأة العلمية الكبرى كانت في أن هذه التأثيرات المتعارضة بين الشمال والجنوب توازنت تقريبًا على المستوى العالمي؛ ما يعني أن تغير مستويات التلوث الجوي لم يكن العامل الأساسي في تسريع الاحتباس الحراري كما ظن العلماء سابقا.

التفاعلات المناخية 
وأظهرت البيانات أن الأرض تمتص حاليا طاقة شمسية زائدة بمعدل متسارع، وليس بسبب انخفاض الإشعاع الحراري إلى الفضاء، بل نتيجة زيادة امتصاص أشعة الشمس بسبب التحولات الجوهرية في السحب.

فقد بدأت السحب نفسها، تلك المظلات الطبيعية التي كانت تحمينا، تتحول بفعل الاحتباس الحراري والتقلبات المناخية من عنصر مخفف للاحترار إلى عامل مسرع له.

يأتي هذا الاكتشاف كتصحيح لمسار النماذج المناخية السابقة التي ركزت بشكل مفرط على انخفاض التلوث في المناطق الصناعية، متجاهلة التأثير المتصاعد للأحداث الطبيعية الكبرى في نصف الكرة الجنوبي.
وتسلط الدراسة الضوء على تعقيد التفاعلات المناخية العالمية والحاجة الملحة إلى تطوير نماذج تنبؤية تأخذ في الحسبان العلاقة بين العوامل البشرية والظواهر الطبيعية.

 كما تؤكد الدراسة أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية تظل المحرك الأساسي للظاهرة على المدى الطويل، إلا أن فهم تسارع الاحترار يظل قيد التطور مع ظهور أدوار جديدة لعناصر طبيعية مثل السحب كانت تُعد ثانوية سابقًا.

وتختتم الدراسة بتأكيد أن نظام مناخ الأرض معقد للغاية، حيث يمكن لعنصر بسيط كسحابة عابرة أن يلعب دورا محوريا في تحديد مصير مناخ الكوكب.