عاجل
الجمعة 26 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

نجت من النفوذ الصيني.. معركة شرسة للسيطرة على "جوهرة تعدينية" بالكونغو

عمال صينيون قرب منجم
عمال صينيون قرب منجم في الكونغو

تدور معركة شرسة للسيطرة على "جوهرة تعدينية" نجت من النفوذ الصيني، وأصبحت اليوم محور منافسة محمومة بين الطموحات الأمريكية، وحسابات تجار سويسريين، ومناورات الحكومة الكونغولية.

ويتعلق النزاع بالاستحواذ على "شيماف"، وهي شركة تابعة لـ"شالينا ريسورسز"، وتسعى لبيع أصولها، وقد حظي عرض شركة "فيرتوس مينيرالز" لاقتنائها بدعم وزارة الخارجية الأمريكية وإدارة دونالد ترامب.

و"فيرتوس مينيرالز" مؤسسة تعدين أمريكية يقودها عملاء عسكريون واستخباراتيون سابقون، وقد رسخت نفسها كواحدة من المرشحين الرئيسيين للاستحواذ على شركة "شيماف" في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويتولى ديفيد كوبلي، المستشار الخاص لشؤون المعادن الحيوية في مجلس الأمن القومي، قيادة هذه المسألة داخل الإدارة، وفق ما كشفت مصادر فرنسية.

ويُعدّ الاستحواذ على منجم موتوشي عنصرًا أساسيًا في استراتيجية إدارة ترامب للحد من هيمنة الصين على سلاسل إمداد المعادن الحيوية.

وكانت الحكومة الكونغولية قد عرقلت اتفاقية سابقة، أُبرمت عام 2024، كانت ستبيع منجم "شيماف" لشركة صينية مملوكة للدولة، تحت ضغط من الولايات المتحدة.

وبحسب موقع "أفريكا أنتلجنس" الفرنسي، تتعاون "فيرتوس مينيرالز" مع شركة "أوريون ريسورس بارتنرز"، ومقرها نيويورك وتدير أصولاً بقيمة تقارب 8 مليارات دولار.

وبحسب الخطة، ستوفر "أوريون ريسورس بارتنرز" التمويل بينما ستتولى "فيرتوس" الإدارة التشغيلية.

وتُدار شركة "فيرتوس" من قبل محاربين قدامى ذوي خبرة في مجالات الأمن والاستخبارات، ورئيسها هو غريغوري روبرتس، عميل سابق في وكالة المخابرات المركزية، والرئيس التنفيذي فيل براون، جندي سابق في القوات الخاصة الأمريكية (القبعات الخضراء).
وتدير أيضا شركة أخرى في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي شركة متخصصة في معالجة النحاس والكوبالت.

كما تتنافس شركات أخرى مدعومة من الولايات المتحدة، مثل "يونايتد كريتيكال مينيرالز" و"جلوبال كريتيكال ريسورسز"، على أصول شركة "شيماف"، بما في ذلك موقع "موتوشي" الواعد.

وللتذكير، تستفيد "يونايتد كريتيكال مينيرالز" من هذه الشركة من الدعم السياسي والمالي الأمريكي كجزء من الاستراتيجية الأمريكية لتأمين سلاسل إمداد المعادن الحيوية مثل الكوبالت والنحاس.

أما "جلوبال كريتيكال ريسورسز" تشارك أيضاً في هذا المسعى، إذ تعمل على تأمين المعادن الأساسية اللازمة لانتقال الطاقة، في منافسة مباشرة مع شركات التعدين الصينية ذات الحضور القوي في المنطقة.

ويحظى موقع "موتوشي" بأهمية خاصة؛ لأنه يمثل أحد أكثر رواسب الكوبالت والنحاس الواعدة المتاحة للمستثمرين غير الصينيين في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتُعد هذه المنافسة للاستحواذ على "شيماف" جزءاً من الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية، وهي مبادرة لمجموعة الدول السبع بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة النفوذ الاقتصادي الصيني في أفريقيا.

غير أن ترسيخ وجود آمن في مناطق التعدين في الكونغو ليس بالأمر الهيّن، لأن المنطقة الشرقية من البلاد غارقة في صراع بين الجيش الكونغولي ومتمردي حركة "23 مارس"، الذين تدعمهم رواندا، وفقًا لكينشاسا والأمم المتحدة.