مهاجمة مقر بوتين.. ترامب مصدوم وروسيا تتوعد وكييف تنفي
يبدو أن حالة التفاؤل التي أعقبت لقاء الرئيسين الأمريكي والأوكراني مساء أمس في فلوريدا، وقبلها الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، قد تم نسفها اليوم، بعدما أعلنت روسيا أن أوكرانيا شنت هجوماً على أحد المقار التي يستخدمها بوتين، وسارعت موسكو إلى التعهد بالانتقام، بينما نفت كييف تورطها، في حين عبّر ترامب عن صدمته، وفق وسائل إعلام روسية.
تعليق المفاوضات
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين بأن روسيا ستراجع موقفها من مفاوضات السلام، بعدما وصفته موسكو بهجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على أحد مقار إقامة الرئيس الروسي.
ووفق الكرملين، فإن بوتين أوضح لترامب أن هجوم الطائرة المسيّرة على مقر الرئاسة الروسية سيستدعي ردا روسيا، وأن موسكو قررت مراجعة موقفها من التفاوض بعد هذا الهجوم.
صدمة ترامب
نقلت وسائل إعلام روسية عن مساعد الرئيس يوري أوشاكوف قوله إن ترامب أعرب، خلال اتصال هاتفي مع بوتين، عن صدمته وغضبه الشديدين، إزاء محاولة كييف مهاجمة مقر إقامة تابع للرئاسة.
وأضاف أوشاكوف للصحفيين: "لقد صُدم الرئيس الأمريكي بهذا الخبر (بشأن الهجوم على مقر إقامة بوتين)، لقد كان غاضبا للغاية، وقال إنه لا يستطيع حتى أن يتخيل مثل هذه الأعمال المجنونة (من جانب أوكرانيا)".
المسؤول الروسي أكد أن بوتين كان صريحا مع ترامب بتأكيده أنه "ينبغي على الولايات المتحدة أن تتفهم نوايا روسيا في إعادة النظر بمواقفها التفاوضية بعد محاولة الهجوم على مقر إقامة الرئاسة في نوفغورود".
وخلص أوشاكوف إلى القول إن ترامب أكد خلال الاتصال أن محاولة الهجوم على مقر إقامة بوتين ستؤثر في نهج الولايات المتحدة في التعامل مع زيلينسكي، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي أبلغ بوتين بأنه نصح كييف بالتركيز على التوصل إلى اتفاق شامل وليس هدنة.
رفض أوكراني
ورغم الاتهامات الروسية لأوكرانيا، نفت الأخيرة تورطها في مهاجمة إقامة بوتين في شمال روسيا ووصفتها بالأكاذيب، واتهمت موسكو بمحاولة تقويض محادثات السلام.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الاتهامات الروسية بأن كييف حاولت مهاجمة مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين في منطقة نوفغورود لا أساس لها من الصحة، واصفا إياها بأنها "جولة أخرى من الأكاذيب".
وأضاف زيلينسكي أن روسيا "تعد لضرب مبانٍ حكومية في كييف"، وطالب واشنطن بالتحرك إزاء التهديدات الروسية.
وعيد روسي
هذه التطورات قد تعيد عملية السلام في أوكرانيا إلى المربع الأول، إذ تسود لغة البنادق على الحوار، فبعد أن أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف أن أوكرانيا حاولت مهاجمة مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين في منطقة نوفغورود، شدد على أن تلك الأفعال "لن تمر دون رد".
وأضاف الوزير الروسي أن قوات بلاده "حددت الأهداف والتوقيت ونوع الضربات الجوابية على هجوم كييف ضد مقر الرئيس في مقاطعة نوفغورود"، وهو ما يعني أن الساعات القادمة قد تشهد تصعيداً للحرب بعد أن ظن الجميع أن قاطرة السلام رست في فلوريدا، وأن ما يفصل الأوكرانيين عن نهاية الحرب مجرد ترتيبات بسيطة، وهو ما بات في حكم المؤجل منذ إعلان روسيا أن كييف حاولت استهداف مقر إقامة القيصر.