صحيفة لبنانية: 4000 عنصر روسي في سوريا بينهم ألف من الكوماندوز

كشفت صحيفة " السفير" اللبنانية تفاصيل قصة التدخل الروسي في لبنان ، موضحة أن هناك حاليا نحو أربعة آلاف عنصر روسي في سوريا منهم الجندي والخبير والفني ، ومن بينهم نحو ألف عنصر كوماندوز لحماية القاعدة العسكرية في غرب سوريا.
وأوضحت الصحيفة اللبنانية - المقربة من سوريا وحزب الله فى عددها الصادر اليوم الثلاثاء - أن القرار الروسي بالتدخل في سوريا هو تعبير عن تراكم بلغ ذروته يوم قرر الغرب التصادم مع روسيا في حديقتها الخلفية ، أي في أوكرانيا.
وأشارت إلى أنه بالتزامن مع مفاوضات فيينا النووية بشأن الملف النووي الإيراني ، كانت المشاورات مفتوحة بين موسكو وطهران ودمشق ، وقال الإيرانيون إنهم قدموا أقصى ما بمقدورهم تقديمه دفاعاً عن النظام السوري ، ولكن الأمور الميدانية ليست على ما يرام.
وكشفت أن علي الخامنئي المشد الاعلى أرسل في نهاية الربيع الماضي موفداً رفيع المستوى إلى موسكو.. وجاءت محصلة الزيارة أن اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قراره الأولي بالتدخل في سوريا ، لكنه طلب فسحة من الوقت من أجل درس الأمور العملانية ، وقالت إن الخامنئي أوفد قائد " فيلق القدس " الجنرال قاسم سليماني الى موسكو في زيارة أولى أحيطت بسرية تامة ، وشكل الروس لجنة أخذت على عاتقها تقييم الوضع في سوريا من كل جوانبه السياسية والعسكرية ، والتقت الاستنتاجات الروسية والإيرانية عند نقاط عدة ، بينها الإقرار بأن الجيش السوري قادر على الإمساك بزمام المبادرة في المناطق الحيوية ، خصوصاً أن المجموعات الإرهابية تسيطر على مناطق مصنفة بنسبة حوالي خمسين في المائة إما صحراوية أو شبه صحراوية ولا قيمة لها من الناحية العسكرية أو الإستراتيجية .
من الخلاصات المشتركة أيضاً أن الرئيس بشار الأسد ما يزال يُحكم سيطرته على المؤسسات العسكرية والأمنية ومعظم مؤسسات الدولة السورية ، وهو متمسك بها كلها أكثر من أي وقت مضى ، علماً أنه لم يكن في يوم من الأيام متحمساً لفكرة ميليشيا «الدفاع الوطني» التي لجأ اليها الإيرانيون لتخفيف الضغط عن المؤسسة العسكرية.
وأوضحت الصحيفة أنه في السادس والعشرين من يوليو الماضي ، وصل قاسم سليماني الى موسكو ، حيث التقى فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو وعددا من كبار الضباط الروس.
وأشارت إلى أنه في هذه الجلسة - يطلق عليها "جلسة الخرائط " ، سواء تلك التي وُضعت على الطاولات أو عُرضت عبر شاشات عملاقة - لم تستثن تلك الخرائط زاوية من زوايا سوريا وحدودها ومراكز سيطرة النظام وتوزع خريطة المجموعات المسلحة ، خصوصاً بالقرب من الحدود التركية واللبنانية والأردنية والعراقية والفلسطينية.
وأوضحت أن معظم القرارات الإستراتيجية إتخذت في تلك الجلسة ، على أن يتابع ضباط من البلدين ، بالتنسيق مع القوات النظامية السورية ، كل المعطيات الميدانية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في السادس والعشرين من يوليو 2015 ، وبينما كانت طائرة قاسم سليماني تغادر الأجواء الروسية ، كان بشار الأسد يطل في اليوم نفسه من «قصر الشعب» في دمشق ، ليعلن، في تصريحه الشهير والمتفاهم عليه ، أن الجيش السوري قد تعب وأنه يعاني من نقص في الطاقة البشرية ، ولكنه قادر على الانتصار في الحرب ضد الإرهاب.
واعتبرت السفير أن ظهور الأسد في هذا الشكل كان أحد المقدمات الضرورية للرسالة التي بعثت بها القيادة السورية الى القيادة الروسية وتطالب فيها بتدخل روسيا في الحرب ضد الإرهاب.
وكشفت الصحيفة أنه في منتصف أغسطس الماضي ، ترأس بوتين جلسة مفصلية لمجلس الأمن القومي الروسي أقرت الخطة العسكرية التي اقترحتها هيئة الأركان وتتضمن نقاطاً عدة أبرزها
* بناء القاعدة الجوية قرب مطار اللاذقية وتوسيعها وتجهيزها بالمعدات اللازمة ، والعمل بشكل مستقل في المجال الجوي السوري ، وتعزيز وسائل الدفاع الجوي في سوريا ، وإرسال ما يلزم من الطائرات الحربية بشكل متدرج ومن أنواع مختلفة لتنفيذ المهام المطلوبة منها عسكرياً بشكل كامل (وُضع سقف لا يتجاوز 700 طائرة) .
* تعزيز القاعدة البحرية في طرطوس بإحدى عشرة قطعة حربية بحرية تتحرك من أسطول البحر الاسود المرابط في قاعدة سيفاستوبول ، ودعم وتجهيز القاعدة الجوية قرب مطار المزة العسكري قرب دمشق ، ودعم مطار التدريب العسكري قرب حلب.
* تعزيز الجسر الجوي الدائم بين موسكو ودمشق وبين موسكو واللاذقية لتوريد السلاح والذخائر والمعدات.
ووفقا لصحيفة " السفير" فإنه في هذا الاجتماع ، أكد بوتين أن «الضربات من الجو للمجموعات الإرهابية قد تؤدي الى شل حركتها لفترة معينة ولكنها لن تقضي عليها ، لذلك ، لا بد من التعامل البري معها ، وفي هذه النقطة تحديداً ، أنا أثق بالإيرانيين وبالجنرال سليماني وبالتزاماته ، لقد قطع وعداً لي أن حضورهم سيكون أساسياً مع قوات الجيش السوري التي ستتولى العمليات البرية». وفقا لما نقلته الصحيفة .
وذكرت " السفير" أن هناك حالياً هناك نحو أربعة آلاف ضابط وجندي وخبير وفني روسي على أرض سوريا (ألف عنصر كوماندوز روسي لحماية القاعدة العسكرية) ، وهو عدد قابل للزيادة ضمن سقف معين لكن لن يكون لهؤلاء أي دور في العمليات البرية.
ولفتت إلى أن الروس قاموا ، بالتنسيق مع السوريين والإيرانيين ، بتوسعة مطار اللاذقية ليصبح أكبر قاعدة عسكرية جوية في الشرق الأوسط قادرة على استيعاب 7 آلاف عنصر ، كذلك تم توسيع مدرجات الإقلاع في هذا المطار بعرض 100 متر لتصبح قادرة على استيعاب إقلاع 8 طائرات دفعة واحدة ، وهذا يعني أن كل طائرة تستطيع الإقلاع من هذا المدرج خلال 3 دقائق وتكون خلال 35 ثانية على ارتفاع شاهق جداً ، فضلاً عن تشغيل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي المتطورة جداً «سميرتش 4» القادرة على حماية المجال الجوي للمطار.
بالنسبة للروس ، فإن المرحلة الحالية هي مرحلة تنفيذ عمليات جوية ستتصاعد وتيرتها يومياً في الشهرين المقبلين ، من دون توقف ، لإجراء تعديل جوهري في ميزان القوى العسكري على الأرض في سوريا ، وهذه مسئولية الجيش السوري و «الحرس الثوري الإيراني» و «حزب الله» وبعض المجموعات العراقية ، على أن تكون الأولوية للسيطرة على كامل الريف الجنوبي لإدلب ودعم الجناح الشرقي للقوات السورية في سهل الغاب وتسهيل التقدم نحو جسور الشغور لاستعادتها وبعد ذلك العمل على تأمين العاصمة دمشق وكل الطرق الإستراتيجية المؤدية إليها بما فيها طريق بيروت ـ دمشق وباقي خطوط الإمداد الرئيسية للجيش السوري.