"السبسي": ضعف الموقف العربي في سوريا يرجع لأجندات خاصة

اعتبر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن غياب الوجود العربي في سوريا مع بروز التواجد الروسي والأمريكي وتدخل إيران، سببه وجود أجندة خاصة لكل دولة عربية مما أضعف الموقف العربي.
وقال السبسي، خلال مقابلة بثها التلفزيون الأردني مساء اليوم الأربعاء، "إن القضية الأساسية في سوريا ليست قضية بشار الأسد، لكنها كيفية إخراج هذه الدولة من الأوضاع التي تمر بها لترجع لنظيراتها في العلاقات العربية".
وأشاد بإسهامات الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني في حل المشاكل العربية بما عرف عنه من دماثة أخلاقه وبعد نظره، مؤكدا على أن الأردن كتونس منفتحة ووسطية وتقبل الآخر وتمتلك خصالا تنفرد في العالم العربي كما أنه يتمتع بمقومات حضارية مميزة، ويحظى بقيادة حكيمة منفتحة على الخارج واستقرار رغم الظروف والتحديات الكبرى التي تحيط به.
وحول القضايا العربية، قال السبسي "إن نظرتنا منسجمة مع الأردن وتتصف بالواقعية ولدينا ماض مشهود له وتاريخ وحضارة ومواقف متجانسة حيال العديد من القضايا في المنطقة".
وردا على سؤال حول عدم انزلاق الثورة التونسية إلى العنف، أجاب "إن الإنسان التونسي أقرب للحلول الوسطى من الحلول المتطرفة والثورة وقعت أيضا لأسباب اجتماعية كالفقر والبطالة والتهميش، لكنها بالأساس كانت ثورة للشباب وليس لها مرجعيات لا دينية ولا غير دينية ، لذلك كان من السهل التعامل معها"، مشيرا إلى أن الأسباب التي ثار لأجلها الشباب لاتزال قائمة.
وقال "رغم تجاوزنا المرحلة وعدم انزلاق أي طرف إلى العنف لكن هذا لا يدوم إذا لم نجد الحلول للتخفيف من وطأة الأسباب التي قامت لأجلها الثورة كالفقر والبطالة والتهميش"، مضيفا "إن هناك حاجة للتعاون مع أشقائنا وأصدقائنا للتخفيف من وطأة الأسباب التي جاءت بها الثورة، مما يجعلها إن طال الزمن أو قصر، بمنأى عن الانزلاق نحو التطرف".
وكان رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة قد التقى، في وقت سابق اليوم، الرئيس التونسي، حيث شددا على أهمية تنسيق مواقف البلدين حيال مختلف القضايا الوطنية والقومية في المحافل والمؤتمرات الدولية كافة وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمات التي تواجه الأمة خاصة الأزمة السورية.
وتناول اللقاء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على فلسطين خاصة التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية والحرم القدسي الشريف وتداعيات الأوضاع في المنطقة خاصة الأزمة السورية..كما جرى التأكيد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمحاربة التطرف والإرهاب والعنف بمختلف صوره وأشكاله.
وأشار إلى أن مجلس النواب يرى أن القرارات الدولية التي تتخذ بخصوص فلسطين تجامل الإسرائيليين وفي بعض الاحيان تحمل الفلسطينيين المسئولية، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم يعطي الفلسطينيين حقوقهم المشروعة بما في ذلك إقامة دولتهم المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس.
وبدوره، أعرب الرئيس التونسي عن فخره وتقديره للدور الاردني إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية والتي تحظى باحترام وتقدير الكافة، خاصة دوره في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وتناول التحديات التي تواجه تونس جراء تداعيات الأوضاع في المنطقة خاصة في ليبيا نتيجة عدم السيطرة على الحدود المشتركة معها، مؤكدا على أهمية التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس المرجعية العربية المتفق عليها.