النصب باسم الحج والعمرة.. الشركات السياحية تبيع الوهم.. "حجاج": "الأسعار نار والخدمة مفيش".. و"دعم السياحة": يجب الحصول على التأشيرة من الوزارة مباشرة

ائتلاف دعم السياحة: وزارة السياحة لا تملك حق تنظيم رحلات الحج والعمرة والشركات تتحكم في الأسعار
شعبة شركات السياحة: أسعار تذاكر "مصر للطيران" وراء مغالاء الشركات السياحية
"حجاج": "الشركات السياحية بتنصب علينا في كل حاجة"
للفساد والنصب أوجه كثيرة وأشكال متعددة، والنصابون لم يتحرجون على استغلال أهم فريضة دينية، وهي فريضة الحج في النصب علي المواطنين، حيث حولت شركات السياحية الدينية موسم العمرة والحج الى موسم للنصب والتربح دون وجة حق فى غياب تام للرقابة، فعتبرت تلك الشركات الموسم سبوبة باعتبار ان المعتمر أو الحاج زبون يجب الحصول منه على أعلى قدر من المال والنصب ببعض الامتيازات الوهمية.
سماسمرة الحج والعمرة يخدعون المعتمرين
فأيام قليلة ويبدأ موسم العمرة والحج للعام 1437الهجري الجديد، ومع بداية الموسم والذي بيدأ بعمرة المولد النبوي الشريف وينتهي بيوم وقفة عرفات بالحج، حيث تبدأ شركات السياحية الدينية في بداية الموسم بالتصارع من أجل حشد اكبر قدر من التأشيرات الخاصة للمعتمرين، فهناك سماسرة تابعين لكل شركة موجودين فى كل المحافظات من أجل جمع اكبر قدر من جوازات السفر من خلال عروض بأسعار قليلة جدا تصل الى 4000 للعمرة، ومن هنا تبدأ عمليات النصب حيث يتم اقناع المعتمر ان ثمن العمرة لا يزيد عن 4000 جنيه وعلى هذا الاساس يتم جمع جوازات السفر منهم وبيعها الى الشركات السياحية مع الاحتفاظ بعمولة السمسار، ليتفاجأ المعتمرين ان سعر العمرة زاد ألف جنيه أو ألفين على الأقل، فالشركات السياحية تستغل رغباتهم فى زيارة بيت الله الحرام بدفع أموال أكثر من ثمن التأشيرة فى ظل غياب الرقابة.
فبعد ان يتم النصب فى التأشيرات تأتى جزئية الخدمات التى تخدم المعتمر أو الحاج من وسائل نقل والسكن ونوعية الخدمة الفندقية ومدى البعد عن الحرم المكى بجانب درجة الطيران وبعض الخدمات الاخرى، ففى الغالب يسطدم المعتمر أو الحاج بواقع غير المتفق علية ليجد نفسة فى فندق درجة ثالثة وبعيد جدا عن الحرم بدون اى وسائل للتنقل بين المناسك، فكل هذا يتم تحت شعار النصب باسم الحج والعمرة.
وزارة السياحة لا تملك حق تنظيم رحلات الحج والعمرة
من جانب، أكد إيهاب موسى مؤسس ورئيس ائتلاف دعم السياحة، ان هناك نصب باسم السياسة ونصب باسم الدين فمن الطبيعى ان يكون هناك نصب باسم الحج والعمرة، فاستخدام الدين فى النصب والاحتيال شئ تعودنا علية فى مصر منذ عقود، فالنصب يكون عن طريق السعر والخدمات، فاسعار الحج والعمرة بها مغاله بينما فى المقابل تكون هناك خدمات وهمية ليست ضمن نطاق الشركة، فمن الممكن ان الطيران يذهب الى المدينة بدلا من جدة وكذلك تقلع الطائرة من مطار برج العرب بدلا من مطار القاهرة فالعمرة ليست مسعرة فهناك مجال لتفاوت والتلاعب بالاسعار.
وأضاف موسى أنه لا توجد اى آلية لاستبدال الشركات الخاصة لان هذة الشركات تعمل فى ظل حكم قضائى بأن الحج والعمرة لا يتم إلا عن طريق شركات السياحة، فوزارة السياحة لا تمتلك تنظيم عمليات الحج والعمرة ماداما هناك أمر قضائى يلزم الشركات السياحية بهذا الدور.
التأشيرة تكون الوزارة
وأكد رئيس ائتلاف دعم السياحة، ان حل مشاكل النصب على المعتمرين وأخذ بالغ مالية بسبب التأشير، يكون عن طريق جعل التأشيرة للمواطن بطريقة مباشرة من وزارة السياحة لكن بعد ما يحصل على التأشيرة من وزارة السياحة من حقة ان يذهب الى اى شركة وفقا للبرامج التى يحب ان يستخدمها بالسعر المناسب لة فهذا سيساعد على نقص السعر وارتفاع جودة الخدمات، وبالتالى ستختفى عمليات النصب تماما، فشركات الخاصة تتحكم فى الحاج عن طريق التاشيرة ولا تعطية الباسبور إلا حين يوافق على عقد مسجل فى الشهر العقارى بانة حصل على كل خدماتة كما هى منصوص عليها فى البرنامج مثل ما تعمل بعض الشركات مع موظفيها وتجعلة يمضى على استقالة قبل ان يستلم الوظيفة فحق الحجاج ضائع قبل ان يسافر فحج الجمعيات والقرعة وحج الوزارات فكل هذا لابد ان يتم الغائة فالحل يكمن فى ان التاشيرة من حق الحاج او المعتمر.
مصر للطيران وراء مغالاة الشركات السياحية
وأوضح عمارى عبدالعظيم رئيس شعبة شركات السياحة والطيران بالغرف التجارية، ان اسعار الحج فى الخارج ارخص من مصر ويرجع ذلك لعدة اسباب اهمها انة لا يوجد الضوابط والمعايير فى الخارج كما فى مصر، فالمعايير المجودة فى الشركات السياحية تخدم الحجاج فى المقام الاول لكنها على حساب السعر، بجانب العنصر الاساسى فى غلاء سعر الحج وهو تذاكر الطيران فهى غالية جدا كما انها ليست ثابتة فهى متغيرة طوال العام فالحجاج مجبرون على ركوب مصر للطيران وبالتالى نجد فرق فى السعر من وقت الى الآخر.
وأضاف "عبدالعظيم" ان مشكلة الحج تكمن فى التأشيرات التى تحصل عليها وزارة الداخلية والشؤن الاجتماعية، فحصة مصر تصل إلى 80 ألف تأشيرة فى العام تحصل شركات السياحة على 30 الف فقط مما يجعلهم في صراع دائم، بينما تظل وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية مسيطرين على النسبة الأعلى دون وجود رقابة من وزارة السياحة على وزارة الداخلية والشؤن الاجتماعية، مطالبا بإعادة النظر فى هذه الجزئية، لافتًا إلى أن الشركات لا تتاجر بالتأشيرات وتبيعها لشركات أخرى لكن ما يحدث هو تضامن بين الشركات لتنظيم عمليات الحج.
ضحايا موسم الحج
بداية مع الحج فتحى عمران احد حجاج الشركات السياحية الذى أوضح أن الشركات السياحية تنصب عليهم بداية من بيع ملابس الاحرام باسعار غالية جدا واشياء اخرى مثل تعليم مناسك الحج وشرائط القرأن وكل هذا بأسعار مبالغ فيها، مؤكدًا أن الشركات السياحية تحاول استنزاف اى من الحجاج، بالإضافة الى ان الخدمات التى كنا متفقين عليها قبل السفر تم تغيير بعضها سواء كانت فى درجات الإقامة أو فى درجات الرعاية لافتا إلى أن الشكوة لن تفيد فى شيء فقد تم استغلالنا من قبل شركة السياحة التى سافرنا معها.
وفى السياق ذاته قال محمد سالم أحد حجاج حج القرعة فى الأعوام السابقة، الذى أكد أن حج القرعة التابع للجمعيات الخيرية سيئ جدًا حيث تم النصب عليه من خلال خدمات رديئة وغير مناسبة للاستخدام الآدمى لافتا الى انه دفع كل الاموال الخاصة بتكاليف العمرة مقابل خدمات جيدة تبدا باقامة فى فندق ثلاثة نجوم على الاقل ومواصلات خاصة تنقلنا الى الحرم ذهابا وعودة لكن عندا وصلنا الى الاراضى المقدسة لم نرى المشرف الذى كان معنا لنجد انفسنا وسط اماكن تشبة العشوائيات بها خيام فقط وبعيدة جدا عن الحرم المكى واستمر هذا الحال قبل انتهاء الرحلة بيومين لنجد المشرف الذى كان معنا يعتزر لنا ويقول أن هناك خطأ حدث فى الاجراءات واستكملنا الرحلة على هذا الوضع ولم نجد اى جهة نشتكى لها حالنا وقررت ألا أكرر عملية الحج مع اى جمعية اخرى.
أسعار الرحلات في زيادة مستمرة
ويدافع المهندس أحمد فريد المدير التنفيذي لإحدى الشركات السياحية بمنطقة وسط القاهرة، عن الاتهامات والشكاوة حول الشركات السياحة بأنهم يستغلون رغبة المواطنين في اداء الحج ويرفعون الاسعار والتكلفة، موضحا ان اسعار الحج مرتبطة باسعار الطيران فى المقام الاول فتذاكر الطيران فى زيادة مستمرة خلال الفترة السابقة خاصة فى ايام الاعياد والمواسم كما ان سعر الطيران يختلف من مصر عن اى دولة اخرى كما ان اسعار إجار الفنادق مختلفة من شركة الى اخرى وتزيد كل عام عن سابقه وحسب قرب الفندق من الحرم المكى فكل هذا يجعل اسعار الحج والعمرة فى زيادة مستمرة فنحن نحاول ان نوفر كل ما يتمناه الحجاج.