لابد من مساعدة المستثمر
الجاد.. وإعادة هيكلة القروض
لم أترشح
في انتخابات «المنشآت الفندقية» لإعطاء الفرصة لزملائي.. و«الغرفة» مغلوبة على
أمرها
يجب
التواصل مع الأسواق الجديدة في «أمريكا اللاتينية والبرازيل وأستراليا وكندا»
جمعية
«مرسى علم» تضم 72 شركة وتعمل على تذليل المعوقات أمام المنشآت الفندقية
والمستثمرين
أكد
الدكتور عاطف عبداللطيف، الخبير السياحى، ورئيس جمعية مُستثمرى مرسى علم، أن
السياحة المصرية تحتاج لدعم الحكومة بعد الحادث الأليم للطائرة الروسية، وقال
"عبداللطيف": إن صناعة السياحة تواجه إهمالاً كبيرًا من الدولة، كما أنه
لا يوجد توجه حقيقى لدعم هذه الصناعة والاستفادة من تاريخها العظيم، وطقسها البديع.
وأضاف
"عبداللطيف"، فى حواره مع "العربية"، أنه لابد من إنشاء
المجلس الأعلى للسياحة للنهوض بها، على أن يكون برئاسة، الرئيس عبدالفتاح السيسى..
إلى نص الحوار.

• ماذا
عن الأجندة التى قدمت إلى محافظ البنك المركزى فى الاجتماع الأخير ؟
بعد الحادث الأليم للطائرة الروسية فى سيناء حدث انهيار بشكل
كبير فى قطاع السياحة وكان لابد من دعم الحكومة لقطاع السياحة بشكل قوى وفعال، حيث
تم انعقاد مجلس الوزراء فى شرم الشيخ وبعد ذلك اجتمعنا مع 7 وزراء من بينهم وزير
السياحة ووزير القوى العاملة ووزيرة التعاون الدولى وذلك من خلال جمعية مستثمرى
جنوب سيناء وبحضور اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء.
• هل لحادث الطائرة
الروسية أى أبعاد سياسية؟
حادث الطائرة الروسية له بُعد سياسى واضح لكل متابع للأحداث
الجارية لان الغرب يشكك فى أمن مطارات مصر، ما يعنى هدم اقتصاد قائم بذاته، وهو
أقوى من ثورة يناير فهذه ثورة شعب ضد رئيس ولكن المؤسسات قائمة بذاتها..
والملاحظ
للأمر أنه بعد الحادث هدأ الإعلام قليلا، وقبيل زيارة الرئيس السيسى إلى بريطانيا
لاحظنا أن كل الإعلام البريطانى يتحدث فى أمر الطائرة كأنه لايوجد حادث فى العالم
كله إلا الطائرة الروسية فى مصر واللافت للنظر بعد ذلك التصريح المستفز لبريطانيا
بأنها سوف ترسل طائرات حربية لإجلاء رعاياها، وهذا لايحدث إلا فى الدول التى فيها
حرب أهلية فكل ذلك له بعد سياسى واضح وكل ذلك لم يحدث مثلا بعد حادث فرنسا ولا حتى
أحداث 11 ستمبر.
• ما اقتراحاتك لدعم قطاع
السياحة فى المرحلة الراهنة؟
لابد من إعادة هيكلة القروض التى حدد لها من 5 إلى 7 سنوات فى
المشروعات الكبرى، وجعلها قروضا طويلة الأجل مع تقليل الفائدة، ومطالبة البنك
المركزى بمساعدة القطاع السياحى والمستثمر الجاد باعطائه قرضا بفائدة قليلة 7%
للاحلال والتجديد للمنشأة الفندقية، والتزامه بصرف رواتب العمالة الخاصة بالمنشأة
نظرا لأنه لم يحدث احلال وتجديد منذ ثورة 25 يناير، ولابد من الاستفادة من هذه
الفترة المتوقف فيها العمل وعدم تسريب العمالة المدربة لانها ستضاف الى أعداد
البطالة او اتجاه بعضها إلى الادمان أو اعتناق الافكار الدينية المتطرفة، واتمنى
معاملتنا بشريحة أقل من التجارية فى الكهرباء نظرا للاحداث الجارية، والكهرباء
أجلت ولم تخفض وأيضا التأمينات أجلت 3 شهور فقط.

• ماذا
عن هدية رأس السنة التى وعدت بها روسيا؟
كلام سياسى ودبلوماسى جميل، ولكن من يعمل معنا هى الشركات
السياحية التركية وهى التى تجلب السياح الروس الى مصر، كما أن التحويلات النقدية
تأتى من تركيا وروسيا، لذا فلابد من النظرة بعمق للموضوع، كما أننى مع حضور أى
مؤتمر ومعرض دولى فى تركيا ولابد أن يكون لمصر صوت قوى وفعال.
• ما الفرق بين صندوق دعم
السياحة وصندوق الكوارث؟
صندوق الكوارث لحالات الوفاة فى الحج والعمرة، أما صندوق دعم
السياحة مثل صندوق تحديث الصناعة ودعم المصدر، وهو من اجل إحلال وتجديد المنشآت
الفندقية بشكل دائم وليس أوقات الأزمات فقط لأن صناعة السياحة يتحرك معها 72 صناعة
مثل المياه المعدنية والمعلبات والمواد الغذائية والهدايا، والسياحة حقا قاطرة
الاقتصاد لانها تجلب عملة صعبة أكثر من قناة السويس، فنحن فى 2010 أدخلنا 14 مليون
سائح فى مصر، وأقل سائح ينفق الف دولار ولايفرق معه فرق العملات، ما يعنى بحسبة
بسيطة 14 مليار دولار، ولابد ألا يقل نواة هذا الصندوق عن 2 مليار مع ملاحظة أن
الصندوق الذى أعلنت عنه الوزارة منذ شهور لم يتم تفعيله حتى الآن.
• هل تواجه صناعة السياحة
إهمالاً حكوميًا؟
هناك إهمال من الحكومة رغم "الشو الإعلامى والشعبى"،
ولايوجد توجه حقيقى لدعم صناعة السياحة والاستفادة من الجو البديع لمصر والتاريخ
ورحلة العائلة المقدسة ومجئ كثير من الانبياء الى أرض مصر المباركة فى ظل أجواء
باردة وعاصفة فى دول الاتحاد الأوربى، وفى الوقت الذى تهتم فيه الحكومة بالمشاريع
الضخمة تعامل قطاع السياحة على انه "قطاع هش".

• لماذا
لم تترشح فى انتخابات غرفة المنشآت الفندقية؟
لأننى أردت إعطاء زملائى الفرصة لاضافة افكارهم وحتى لايقال
إننى متواجد فى كثير من الأماكن، ولكن الغرفة تحتاج الى افكار خلاقة ومختلفة
لانقاذ قطاع السياحة، وبالنسبة إلى ما يثار حول دعوتنا فى الجمعيات والمؤتمر
الخاصة بالغرفة، فأؤكد أنه لم تأت أى دعوة لحضور أى حدث خاص بالغرفة منذ سنوات، مع
ملاحظة عدم وجود أى خطوات فعلية من الغرفة على أرض الواقع منذ توليهم مهامهم،
والحقيقة أن الغرفة مغلوبة على أمرها نتيجة عدم اهتمام الحكومة بشكل حقيقى بقطاع
السياحة، كما أننى أحاول التواصل منذ شهر رمضان الماضى مع رئيس غرفة المنشآت
الفندقية لحل مشكلة التأمينات ولم أتوصل الى أى حل الى الآن، وما يشاع انهم
يتواصلون معنا ونحن لا نحضر الاجتماعات هذا مجرد "شو إعلامى فقط"،
والتأمينات قامت بالحجز على الكثير من المنشآت الفندقية فى مرسى علم، واجتمعنا مع
غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، منذ عشرة ايام فى شرم الشيخ وأجلنا التأمينات
ولم يكن ممثل للغرفة موجودا وطالبناها بالتأجيل وليس زيادة نصف بالمائة فى الاسبوع.
• ما ردك على اللغط المثار
حول ميزانية اتحاد الغرف السياحية؟
من يمتلك مستندات يقدمها لجهات التحقيق والفيصل هو القانون.
• هل تدعم فكرة المجلس
الأعلى للسياحة؟
أدعم بقوة فكرة المجلس الأعلى للسياحة، ودولة مثل اسبانيا عندما
أرادت أن تنهض جعلت وزير السياحة هو رئيس الوزراء لحل جميع المعوقات الخاصة
بالسياحة، لذلك نطالب المجلس الاعلى للسياحة برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى ويضم
الوزراء المعنيين وخبراء السياحة واتحاد الغرف السياحة وأن يجتمع كل شهر لازالة
كافة المعوقات الخاصة بقطاع السياحة.
• ما رأيك فى تعامل البنوك
مع المستثمرين؟
لابد أن تتعامل البنوك أبجدية مع المستثمر الملتزم، الذى يقوم
بتسديد قروضه بشكل سليم ومنتظم، ولكن ما حدث بعد الثورة أن البنوك قامت بوضع
المتعثرين فى القائمة السوداء، بالإضافة إلى أنه تم تصنيف السياحة كصناعة عالية
المخاطر فليس من حقك التقسيط والقروض والفيزا كارد للسفر.. فماذا نفعل؟!

• ماذا عن اقتحام الأسواق
الجديدة فى أوروبا الشرقية والصين؟
لابد من التواجد فى كل المعارض الدولية، وحضور البورصات
العالمية، ودعم من 3 إلى 4 شركات صغيرة للتواجد فى السوق العالمية، كما أن من يعمل
فى السياحة الدينية لابد أن يضع من 10% إلى 15% من أرباحه للدخول للسوق الأجنبى
وجلب السائح من دول جديدة، لان السياحة الدينية مربحة ومستمرة وليس لها مواسم، كما
أنه يجب التواصل مع امريكا اللاتينية والبرازيل واستراليا وكندا، ومنذ عشرسنوات لم
تحضر شركة معرض سياحى فى البرازيل والتواصل الآن أصبح أسهل وأرخص من الماضى .
• هل أنت مع الزيارات
المكوكية لوزير السياحة للدول العربية؟
الزيارات فقط ليست كافية، ولكن بتسهيل دخول واقامة العرب،
فالسائح العربى يريد وضع عائلته ومتعلقاته فى سيارته والتنقل بها ولكن الجمارك
تجعل ذلك صعب المنال وبتكلفة عالية، ولابد من الاهتمام بالشقق السكنية الخاصة به،
وجعلها تحت رعاية غرفة المنشأآت الفندقية من صيانة وأمن ورعاية وهذا يجذب السائح
العربى.
• ما رؤيتك لتفعيل شركات
الطيران الخاصة فى مصر؟
أى شركة طيران خاصة تفشل بسبب احتكار "مصر للطيران "
للأجواء، ولابد من مساندة الحكومة للطيران الخاص وهناك العديد من المستثمرين
المصريين والعرب يرغبون بجدية فى اقامة شركات طيران خاص، كما أن هناك فكر آخريتمثل
فى تأجير بعض الطائرات بالطاقم العامل بها وتفعيل التجربة لمدة عام مع العلم أن
مصر للطيران تحارب خطوط الطيران ثابتة الموعد وليس "الشارتر"، وامكانية
اقتحام أسواق جديدة سهلة وممكنة لكنها تحتاج مساندة حقيقية من الدولة وتطبيق
السماوات المفتوحة.

• ماذا تقدم جمعية مرسى علم لأعضائها؟
الجمعية تضم 72 شركة سياحية، ونحاول تذليل المعوقات التى تقابل
المنشأة الفندقية أو المستثمر عن طريق التواصل مع المحافظ أو المسئول.
• ما مدى فاعلية قانون السياح الموحد؟
نسمع منذ فترة طويلة عن "الشباك الواحد"، وهذا فكر
جيد، لكن بعد تسليم الأوارق للموظف، ستعود هذه الأوراق مرة أخرى لنفس الجهات من
حماية مدنية وسياحة واستثمار ومحليات وبيئة بنفس الموظفين، والسؤال: هل تدرّب
هؤلاء الموظفون على ذلك؟، فهؤلاء مثل الصخرة التى يتحطم عليه كل آمال المستثمر،
وهل يدركون أن هذه الورقة التى يتم إنهاؤها سوف تعود بالخير على البلد وعلى
أولاده؟ .. لكن ما يحدث هو أن فكر ابتزاز المستثمر المصرى أو العربى مازال هو
القائم!
• لماذا جمّدت برنامجك السياحى مع رانيا يوسف؟
جمّدت برنامجى السياحى مع رانيا يوسف نظرًا للأحداث الراهنة،
والبرنامج له بُعد ثقافى وفنى مميز، كما أننى انتهيت من تصوير فيلم "المرسى
أبو العباس" ولاقى استحسانًا، وأحدث جدلاً كبيرًا فى مهرجان دول حوض البحر
المتوسط.
نقلا عن
النسخة الورقية