عاجل
الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

جدل حول استصلاح الأراضي بالمياه الجوفية.. خبراء: المشروع وهمي والمخزون الاستراتيجي غير كافٍ.. ووزير الري يرد: يكفي 100 عام

وزير الري حسام مغازي
وزير الري حسام مغازي

"الدمك": الدراسات الحكومية والأكاديمية تثب عدم قدرتنا علي استنزاف المياه 

"علام": المشروع تضليل للقيادة السياسية 

مغازي: لدينا مياه جوفية تكفي 100 عام

في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة عن بدء استصلاح 4 ملايين فدان جديدة يقوم 80 بالمائة منها على المياه الجوفية، و20 بالمائة على المياه النيلية، كشف خبراء المياه والأكاديميين عن وهمية هذا المشروع الذي يدخلنا في نفق جديد من إهدار أموال الدولة وإنفاق مليارات الجنيهات في مشروعات لا تقوم على دراسات جدية حقيقة أسوة بما حدث مع مشرع توشكي المتعثر منذ أكثر من 10 سنوات.

مشروعات استصلاح عشوائية 
رئيس مركز دراسات المشروعات المائية بكلية الهندسة جامعة القاهرة رضا الدمك، أبدى استغرابه مما أعلنه وزيري الزراعة والري عن توافر المياه الجوفية لاستصلاح ملايين الأفدنة الجديدة , وحيث أن الجميع على المستوى الأكاديمي يعلمون جيدًا أن المخزون الجوفي المصري تم استنزافه ونعاني من ملوحة الآبار التي تروي الزراعات القائمة بالكاد، والتي لا تجد مياها لاستمرارها فكيف نمضي في زراعة ما يزيد على 4 ملايين جديدة في الوقت الذي لدينا فيه أزمة مع مشروعات الاستصلاح القائمة بالفعل.

وأضاف أن المشكلة الحقيقة هي أن الجميع يعرف نتائج الدراسات الحكومية والأكاديمية التي تثبت عدم قدرتنا على استنزاف المزيد من المياه من الخزانات ووزيري الزراعة والري يتحدثان عن استصلاح ملايين الأفدنة اعتمادًا على توفر المياه الجوفية لاستصلاحها بعد هبوط مناسيبها وهي غالبيتها خزانات جوفية مياهها غير متجددة.

المخزون الاستراتيجي لا يكفي
وأكد خبير دراسات المشروعات المائية واستشاري وزارة الري لمشروعي ترعة السلام وتوشكى متسائلا هل يتحدث حقيقة وزيرى الزراعة والرى عن استصلاح ملايين الأفدنة فى مصر، فى بلد تعانى فى الوقت الحاضر من نقص خطير فى مواردها المائية سواء السطحية أإو الجوفية، فى بلد يتم زراعة معظم الخضراوات على مياه الصرف الزراعى وأحيانا الصرف الصحى فى عدة محافظات منذ أكثر من 25 عامًا، ومما يزيد الطين بلة أن يصرح وزيرا الزراعة والري بأن هـذه هى آراء ودراسات المتخصصين فى مجال المياه الجوفية، من هم هؤلاء المتخصصون؟ وهل هم متخصصون أم مدعون؟ وأين هى هـذه الدراسات العلمية؟ وهل هى دراسات علمية أم مذكرات أعدها أحد المدعون؟ ومن هم المتخصصون الذىن أعدوا دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لزراعة هــذه الملايين من الأفدنة دفعة واحدة؟ وأين هى هــذه الافدنة التى يتوافر لها مياه جوفية تكفي لاستصلاحها وزراعتها حتى ولو لخمس سنوات قادمة، لا أدري، ولكننى أدري جيدًا مدى الانخفاض الشديد والتدهور فى المناسيب البيزومترية لمعظم الخزانات الجوفية فى مصر بصفة عامة وبصفة خاصة فى الخزان الجوفي النوبي غير المتجدد من الناحية الهيدروجيولوجية والذى يتحدث عنه وزيري الزراعة والري بعدة تصريحات وردية على أنه اكتشاف والأمل فى استصلاح وزراعة أربعة ملايين فدان دفعة واحدة. 

وتابع الدمك حديثه الموجه إلى الحكومة قائلا إننى أدعو وزيري الزراعة والري إلى النظر فى جميع الدراسات الهيدروجيولوجية الخاصة للخزان الجوفي النوبي منذ بداية استغلاله فى الستينيات من القرن الماضي وحتى الوقت الراهن، والتأكد من مدى الانخفاض الحاد في المناسيب البيزومترية لهذا الخزان وبصفة خاصة في مناطق واحات الداخلة والخارجة وباريس والفرافرة، انخفاض فى المناسيب البيزومترية قد حدث بقيمة أكبر من مائة متر عند هــذه الواحات نتيجة فقط الاستغلال الزراعي المتواضع الحالي في هذه الواحات والذي لا يتجاوز عشرات الآف من الأفدنة وليس الملايين من الأفدنة، هل يعلم وزيرا الزراعة والري عن مدى المشاكل التى تعانى منها هذه الواحات الصحراوية من تآكل الأرض الزراعية الحالية جراء تراكم مياه الصرف الزراعي فى المناطق المنخفضة فى هذه الواحات.

وأوضح الدمك، أننا سئمنا من الحديث والكلام من بعض الوزراء عن مشروعات استصلاح عشوائية بدون أى دراسات جدوى اقتصادية يعلم جميع المتخصصون فى هذا المجال مسبقًا أنها غير ذات جدوى، كنا نعتقد أننا عبرنا من مرحلة الارتجال وعشوائية التفكير إلى الفعل والعمل الجاد ومن وزراء متخصصين حقًا وذو خبرة علمية وعملية فى مجالهم، لكن يبدو أن الطريق طويل.

المشروعات وهمية 
وناشد الدمك رئيس الجمهورية سرعة التدخل وإيقاف هــذه النوعية من المشروعات الوهمية التي تقوم دون دراسات جدوى حقيقية وقبل أن تبدد وتهدر المليارات من الجنيهات، مثلما فعلت حكومات سابقة في مشروعات مثل توشكى والمتوقف حاليًا، كما ناشد بحتمية أن تسن القوانيين سريعا لإمكانية محاسبة كافة المسئولين عن هذه النوعية من المشروعات والتى قد تبدد وتهدر المليارات من الجنيهات يعلم حتى غير المتخصصين عدم جدواها،  لعل تبديد مليارات الدولة دون محاسبة حتى الآن وبعد مرور أكثر من 20 عامًا فى تنفيذ مشروعات مماثلة كمشروع ترعة السلام "8 مليارات" وكمشروع توشكى "11 مليارًا" خير دليل على ذلك.

واختتم استشاري وزارة الري حديثه مؤكدًا أن الإعلان عن زراعة ملايين الأفدنة اعتمادًا على توفر المياه الجوفية فى مصر يعتبر وهما وخيالا ويعلم ذلك يقينًا كل المتخصصين فى هــذا المجال، لذا فإننى أناشد رئيس قطاع المياه الجوفية الحالي بوزارة الموارد المائية والري والعارف ببواطن الأمور أن يتكلم الآن ويدلون بشهادة أمام الله والوطن وقبل أن تقع الفأس فى الرأس، أن المرحلة الآن لم تعد تحتمل مثل هذه الأمور، وشدد على أن الفزع من وصم خبراء المياه بالانتماء لفصيل أو تيار هو السبب وراء صمتهم أمام هذه المهاترات والمزايدات الحكومية، ومؤكدًا أن تاريخه العلمي معروف للجميع بعدم انتمائه لأي فصيل طوال مشواره العلمي.

استبدال تدوير مياه الصرف بالمياه الجوفية
من جهته، أكد وزير الري الأسبق الدكتور محمد نصر الدين علام، أنه لا يعرف لماذا هذا الإصرار من المسئولين الحكوميين على اتباع نفس السياسات القديمة بتضليل القيادة السياسية والرأي العام، وجرنا من جديد إلى مشروعات استصلاح تنفق فيها المليارات دون وجود دراسات جدوى حقيقية لها مثلما حدث من قبل مع مشروع توشكى.

وأضاف الوزير الأسبق أن البرنامج الرئاسي للاستصلاح كان يقوم على البحث عن بدائل للمياه من خلال إعادة استخدام مياه الصرف بعد معالجتها لتوفير ما يلزم للتنمية.

دراسات المشروع مكتملة
من ناحية أخرى، أوضح وزير الري حسام مغازي، أن مشروع الاربعة ملايين فدان سيتم تنفيذه على عدة مراحل وتبدأ المرحلة الأولى منه بزراعة مليون فدان خلال عام، ومسألة إمكانية توفير المياه الجوفية تم التغلب عليها من خلال تفرقة المساحة المستهدفة لزراعتها فلن نزرع المليون فدان في منطقة واحدة بل تم توزيع مثلا مساحة المليون فدان للمرحلة الأولى على أكثر من منطقة في غرب سيوة والفرافرة والداخلة وجزء من هذه الأراضي في توشكى، وسيتم زراعة هذه المساحات باستخدام أحدث تقنيات الري الحديثة للإبقاء على كميات المياه الموجودة لتكفي خدمة المشروع لمدة 100 عام قادمة.