الثورة وسنينها
هل الثورة سلعة تحت الطلب لمن يريد وفي أى وقت يشاء؟ وهل كانت 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 ثورتين بالمعنى السياسي والعلمي للثورة؟، وإذا كانت 25 يناير ثورة، فلماذا قام الشعب عليها وأسقطها في 30 يونيو؟ وهل عندما تكون هناك مشاكل متراكمة ومعقدة، خاصة فى المجال الاقتصادى، الذي تظهر نتائجه الكارثية.
دائمًا على غير القادرين يجب القيام بهذه الثورة؟ الذي حدث يا سادة فى 25 يناير هي هبة جماهيرية رائعة كانت لها أسبابها الموضوعية التي لا خلاف عليها، ولكن لم يصاحب هذه الأسباب وجود تنظيم ثورى يكون بديلاً لمبارك، لذا كان البديل هو الفوضى التي بدأت فى 28 يناير 2011؛ لذا وبالرغم من قناعتنا ومشاركتنا فى 25 يناير وما قبلها من منظمات مثل كفاية وغيرها من مظاهرات على مدى سنوات كانت هى الرصيد لهبة يناير، قلنا فى 5 مارس 2011 وقبل سقوط مبارك فى كثير من القنوات الفضائية إنه للأسف بعد سقوط مبارك ستكون الفوضى حيث لا يوجد بديل.
وقد ظهر غياب البديل ليس في غياب التنظيم الثورى القادر على الحكم بديلاً للسلطة الساقطة، ولكن الأهم هو أن القوى السياسية التى ادعت أنها تقود مظاهرات 25 يناير لم تكن على قلب رجل واحد ولم يجمعها أجندة ثورية أو سياسية واحدة، يمكن أن تكون هادية وملزمة لمن سيحكم بعد مبارك.
بل وجدنا صراعا مكتوما ثم أصبح علانية بين رموز سياسية تتصارع على كعكة لم تنضج بعد، ولذا كان طبيعيا أن تكون جماعة الإخوان هي التنظيم ليس البديل للثورة، ولكنه المتمكن من خطف ثمار الهبة الجماهيرية ويصل إلى الحكم تحت مسمى الانتخابات التي تمت فى ظروف من الفوضى والسيولة السياسية، وفي ظل محاولة لتفكيك الدولة وإسقاطها، لذا قام الشعب بمساندة القوات المسلحة باسترداد الوطن.
وهنا لا نقول، إن 30 يونيو هي ثورة بالمعنى العلمي والسياسي، ولكنها حركة جماهيرية إصلاحية يمكن بالتراكم أن تحدث وتحقق الثورة ومبادئها على أرض الواقع.
نعم هناك مشاكل وأزمات اقتصادية، نعم لم تتحقق العدالة الاجتماعية كما يجب، نعم هناك آمال عراض للجماهير تنتظر تحقيقها سريعا، ولكن الثورة والتغيير الفعلي والعملي الصحيح هو توصيف الواقع ومعرفة الأسباب التى أنتجت تلك المشاكل حتى يمكن إيجاد الحلول الصحيحة لها، فهل قيام مظاهر تحدث فوضى وتسقط حاكم تعنى أن هذه ثورة؟ وما هو البديل للنظام و للسيسى فى ضوء هذه الفوضى السياسية والحزبية؟ هل القوى الداعية لهذه الثورة تمتلك الأجندة والفعل والقيادة الثورية البديلة؟ أم أن البديل هو جماعة الإخوان المتربصة للعودة تحت ما يسمى بعودة الشرعية؟ هنا سنكرر الفوضى التى حدثت والتى ما زلنا نعاني من أثرها حتى الآن، يمكن أن نختلف مع النظام ومع السيسى، ولكن لا أحد عاقل يقبل بسقوط مصر.