عاجل
الأربعاء 21 مايو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بالفيديو.."العربية نيوز" ترصد رحلة العذاب لاستخراج بطاقة التموين

نيوز 24

على الرغم من أن بطاقة التموين أصبحت "فيزا كارد " الغلابة .. منها يأتون بالعيش المدعم لأطفالهم ..وبها يحصلون علي السلع التموينية فضلا عن أنها قريبًا سيضاف إليها العديد من السلع الهامة مثل أنبوبة البوتاجاز بما يجعل هذه البطاقة "ستر وغطاء" العديد من الأسر المصرية الفقيرة , إلا أن الحصول عليها ليس بالأمر اليسير في ظل بيروقراطية شرسة تدفع ربما المواطن لليأس من استصدارها لأشهر طويلة, وذلك وفقًا لرحلة مصورة قامت بها "العربية نيوز" للتعرف على إجراءات استصدار بطاقة تموين .

تصريحات الوزير "الوردية"

بدأت الرحلة بعد تصريحات أدلى بها وزير التموين الدكتور خالد حنفي، أكد فيها أنه يدرس قيام المواطنين باستلام بطاقات التموين الذكية الخاصة بهم من مكاتب البريد لسرعة تسليمها، ونظرًا لانتشارها في كل أنحاء الجمهورية.

وأشار "حنفي" في يوليو الماضي إلى أن بطاقات التموين الذكية هي المستخرجة حديثًا والمحولة من ورقية إلى ذكية وبطاقات بدل الفاقد والتالف وبطاقات صرف الخبز.

بداية المعاناة

البداية كانت منذ يومين ذهب محرر"العربية نيوز" بعد معاناة مترجلاً إلى مكتب تموين الزيتون في شارع طومان باي بجوار قسم شرطة الزيتون، فوجد موظف مكتب التموين يجلس في مدخل أحد العقارات علي كرسي وترابيزة ويلتف حوله المواطنين فيسأله عن أنه يريد أن يفصل نفسه عن بطاقة والدته لأنه أصبح متزوجًا وعنوان سكنه ببطاقة الرقم القومي تابع لحي الزيتون, يطلب الموظف بطاقة تموين والدة المحرر الصادرة من مكتب تموين الشرابية, ويقول له أن عليه أن يذهب إلى هناك لفصل نفسه من بطاقة والدته أولاً.

بعد السير على الأقدام لمسافة محطتين ونصف تقريبًا تحت شمس أغسطس الحارقة يلتقط المحرر أنفاسه بتناول كوب من عصير القصب المثلج.

يسرع محرر "العربية نيوز" في خطواته ليركب مترو الأنفاق في مصر في محاولة للحاق بموظفي مكتب تموين الشرابية قبل مواعيد الانصراف، يركب المحرر من محطة مترو حدائق الزيتون أقرب محطة مترو لمكتب تموين الزيتون، وينزل في محطة مترو غمرة.

"عم جورج" موظف الموبايل

وبعدما وصل المحرر إلى مكتب التموين وقد ابتل قميصه من فرط العرق، وجد المواطنين ينادون علي عم جورج الذي كان يحدثهم من خلف قضبان حديدية، فذهب ينادي عليه "يا عم جورج ياعم جورج عايز أفصل نفسي عن بطاقة والدتي"، ولكن تركه "عم جورج" ولم يرد على أحد.

وأثناء وقوف المحرر في انتظار خروج عم جورج, نصحه أحد المواطنين بأن يظل في بطاقة تموين والدته لأنه لن يحصل علي شيء, وقال مواطن آخر من خلفه "هتقعد 6 شهور .. أنا بقالي 9 شهور ولسه ما خدتهاش". 

فيما نصحته إحدى السيدات بالذهاب إلى صاحب منفذ التموين التابع لبطاقة والدته قائلة "هو هيخلصلك كل حاجة بس ظبطه", بينما قالت أخرى:" ده كان زمان قبل الهوجة والناس تهجم على البطاقات".

الصدمة

وبعد طول انتظار دون خروج عم جورج بسبب حديثه في المحمول، نجح محرر "العربية نيوز" في الوصول إلى داخل المكتب، وتحدث مع موظف آخر، الذى كانت أولى كلماته "تعالى واقفل الباب بالترباس".

ونعرض لكم كما يلى نص الحديث الذي دار بين محرر"العربية نيوز" والموظف : 
الموظف: عايز آية ؟ 
المحرر: عايز أفصل نفسي عن بطاقة والدتي وأعمل بطاقة جديدة. 
الموظف: الفصل بيبقى يوم 10 بس ممكن يتوقف علشان إضافة المواليد.
ولم يستمر الحديث ثم تدخل موظف آخر في الحديث :
موظف 2 : تعالى أفهمك الصح.
المحرر: ربنا يخليك مش مشكلة آجي بعد يوم 10 أو في أي وقت أنا بس عايز أعرف الورق المطلوب علشان ما فضلش رايج جاي.
موظف2 : متقولش أقولك علي الأوراق المطلوبة إيه, لأن الإجراءات بتتغير
المحرر متعجبًا: الإجراءات بتتغير من شهر لشهر!!
موظف 2 : بتتغير من ساعة لساعة كمان.
انصرف "المحرر" مبتسمًا عقب كلمة من "ساعة لساعة" ، قائلاً : "ممكن الواحد عقبال ما يروح يصور الورق المطلوب منه يرجع يلاقي الأوراق اتغيرت".

"عم جلال" الحل المستحيل

لم يجد محرر"العربية نيوز" أمامه سوى منفذ "عم جلال" الذي كانت تصرف منه والدته التموين، وعندما وصل إليه وحكى له قصته ، فرد "عم جلال" : " هتستني لشهر 12 وهتجيب معاك جواب فصل بطاقة زوجتك من مكتب تموين فيصل, وتجيب قسيمة الزواج وصورة بطاقتك وصورة بطاقة زوجتك و100 جنية". 

وانتهت رحلة المواطن "الغلبان" في الساعة 2 ظهرًا ، وقت انصراف الموظفين، دون أن يجد حلاً له سوى الانتظار حتى شهر ديسمبر ليستمر في رحلته للحصول على بطاقة تموين خاصة له، والانفصال عن بطاقة والدته.