بالمستندات.. معركة تكسير العظام بين "مدير أمن سابق" ووزير السياحة على فيلا بـ"المعادي" تستأجرها "أمريكية".. حفلات للشواذ وعُري للأجانب.. وزوجة عم الوزير تستنجد بـ"زعزوع"

"الشاعر" يُهدّد ويتوعّد.. والوزير يلجأ لرجال محافظة القاهرة
حرب الكبار لها طابع خاص، دائمًا ما تكون من أجل مصالحهم الخاصة ونزواتهم ورغباتهم، لا تجد مسئولًا كبيرًا فى الدولة استعدى مسئولًا آخر بسبب مصلحة تخص مواطنًا مثلًا أو مظلمة لعدد من الأهالى، معركة كشف العضلات واستخدام العلاقات والنفوذ دائمًا وأبدًا ما تكون بين الكبار بسبب المصالح الكبرى.
نكشف بالمستندات فى السطور القادمة، معركة تكسير العظام بين رجل من رجال الدولة المصرية قبل ثورة 25 يناير، وآخر من رجال الدولة بعد ثورتى 25 يناير، و30 يونيو.
الأول هو اللواء إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة الأسبق فى "دولة مبارك"، والثانى هو "هشام زعزوع" وزير السياحة.
نشبت تفاصيل المعركة الدائرة الآن -حسب ما تكشف المستندات- منذ سنوات وقت أن كان إسماعيل الشاعر فى السجن بتهمة قتل المتظاهرين فى قضية محاكمة مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى و6 من مساعديه.
يدور مكان الصراع فى الفيلا رقم (19) بشارع 15 بمعادى السرايات بحى المعادى، وهى فيلا يمتلكها اللواء إسماعيل الشاعر، تقع أمامها عمارة سكنية مملوكة لمستشار "عم الوزير هشام زعزوع" وزير السياحة الحالى.
فى الفترة التى كان فيها إسماعيل الشاعر محبوسًا على ذمة قضايا متنوعة وكان هناك قرار من النائب العام بالتحفظ على أمواله، قامت أسرته بتأجير فيلًا يمتلكها فى 15 بمعادى السرايات لفتاة تدعى "إليسا كيرى عبد العزيز أمين"، أمريكية الجنسية مولودة فى أمريكا لأب مصرى يمتلك محلات ذهب فى منطقة الصاغة بالحسين.
الفتاة وُلدت فى أمريكا وتربّت هناك ولا تتحدّث العربية، قرّر والدها أن يأتى بها إلى مصر وقام باستئجار فيلا بالمعادى حولتها الابنة إلى نادٍ ومطعم للأجانب والدبلوماسيين.
وتشير المستندات إلى أن عقد إيجار الفيلا المملوكة لـ"إسماعيل الشاعر" مع "إليسا كيرى" صاحبة الجنسية الأمريكية، وِقِّع باسم كل من: شادى إسماعيل محمد عبد الجواد الشاعر، ومحمد إسماعيل محمد عبد الجواد الشاعر، نجلا مدير أمن القاهرة السابق، وفاطمة عمر عبد الله ـ كطرف أول ـ وإليسا كيرى عبد العزيز ـ كطرف ثان.
قيمة الإيجار المتفق عليه 7 آلاف دولار شهريًا، أى ما يُعادل 850 ألف جنيه سنويًا، لمدة 10 أعوام.
بعد توقيع العقد بدأت المُستأجرة الأمريكية فى تحويل الفيلا إلى مطعم لاستقبال الدبلوماسيين الأجانب على غرار البيئة التى كانت تعيش بها، وبدأت تنظم حفلات تخللها سهرات وشرب ورقص ما أغضب زوجة عم الوزير هشام زعزوع التى كانت ترى حالات عُري كاملة على حمامات السباحة فى حديقة الفيلا التى تطل عليها العمارة، التى تقطنها مع زوجها المستشار عم وزير السياحة.
لجأ المستشار وزوجته إلى البلاغات والاستنجاد بابن شقيقه وزير السياحة الذى كلّف مباحث الآداب بضبط الأمريكية وتحريز عدد من زجاجات الخمور وعمل محضر واتهامها بممارسة الفجور وتحويل الفيلا إلى نشاطات غير مُخصصة لها، علاوة على تكليف رجال حى المعادى ومحافظة القاهرة بمُطاردتها وعمل محاضر مختلفة لها كخدمة لتوصية الوزير.
استمر الحال هكذا لسنوات إلى أن خرج اللواء إسماعيل الشاعر من السجن بعد براءة كل المتهمين في قضية قتل المتظاهرين في 25 يناير، وبدأت المُستأجرة تطلب من مدير الأمن السابق، نجدتها وحمايتها من نفوذ وزير السياحة، وطلب "الشاعر" مُقابلة الوزير إلا أنه رفض فأرسل له متوعدًا "أن عليه أن يتعامل مع الوضع على أنه هو من يزال يسكن فيلته وأن يكف عن مُضايقة المُستأجرة الأمريكية وإلا سيلجأ لكشف حقائق أمنية عن تاريخه، الأمر الذى أغضب الوزير وأسرته، وفى اتصال تليفونى، بين "الشاعر" و"زعزوع"، قال الأول للثانى: "السيدة من حقها أن تفعل ما تريد فى فيلتها"، وردّ عليه "زعزوع": "هناك أشياء مُنافية للأخلاق تتم فى الفيلا، بخلاف اللقاءات بأجانب وهى أمور غير مُحبّبة فى ظل الظروف الحالية التى تمر بها البلاد ومثلك لا بد أن يتوارى عن الأنظار"، فقاطعه الشاعر: "أنت تتحدّث مع رجل أمن سابق وعندى معلومات كثيرة عن كل الناس.. وعنك أنت وأسرتك بالكامل".
نقلا عن النسخة الورقية




