عاجل
الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"حجاب رمضان" موضة آخر زمن.. الفتيات يواجهن صراعًا بين طبيعتهن والقيم الدينية.. أزهري: "خلع الراس" لا يبطل الصيام.. واستشاري علم النفس: "موروث شعبي"

حجاب  - أرشيفية
حجاب - أرشيفية

كثيرًا ما تلجأ بعض الفتيات الغير محجبات إلى ارتداء الحجاب بمجرد دخول شهر رمضان المبارك، ويميلن إلى الالتزام في ملابسهن ويكثرن من الطاعة والعبادة والبعد عما يغضب الله، نظرًا للطبيعة الروحانية للشهر الفضيل.

وهذه الفئة من الفتيات ترى في الصوم مجاهدة للنفس ولا تريد ضياع عناء الصوم وثوابه بسبب عدم ارتداء الحجاب، وبمجرد انتهاء فريضة الصيام يقمن بخلعه مباشرة، وكأن الحجاب كان بمثابة عبء ثقيل فوق رؤوسهن.

في سياق التحقيق التالي ترصد "العربية نيوز" آراء بعض رجال الدين والخبراء حول هذه الفئة من الفتيات:
أكد رجال الدين والخبراء، أن اقتصار الفتيات على ارتداء الحجاب بشهر رمضان، يعد فكرة سلوكية وليست دينية بجانب أنه صراع نفسي داخلي بين طبيعة الشخصية والقيم الدينية والأخلاقية كما أنها مسألة فكرية نفسية عقيدية، كما أشاروا إلى أن الحجاب الرمضاني يعد تلاعبًا بالدين.

صراعات نفسية
ويقول الدكتور طه أبوالحسن، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، لـ"العربية نيوز"، إن التدين والإيمان مسألة فطرية، مشيرًا إلى أن مسألة ارتداء الفتيات للحجاب في أيام رمضان ثم قيامهم بخلعه بعد انقضاء الصيام تعد مسألة فكرية نفسية عقيدية.

وأضاف أبوالحسن، أن هذه الفتيات تواجه صراعات نفسية داخلية بين طبيعة الشخصية والقيم الدينية والأخلاقية، لافتًا إلى أنها تقوم باختزال فكرة الحشمة في شهر رمضان الفضيل، حتى تحاول إرضاء ذاتها وإقناعها بطريقة وهمية أنها أدت فروض الطاعة بشكل صحيح ولا يقع عليها حرج.

وأشار أستاذ علم الاجتماع، إلى أن الدراسات العلمية تؤكد أن المرأة كلما احتجبت واحتشمت زادت جمالًا ووقارًا، مؤكدًا أنه لا يمكن إقناع فتاة بالالتزام وارتداء الحجاب، نظرًا لأن الفروض الشرعية التى أمرنا بها الله سبحانه وتعالي واجب تنفيذها دون نقاش.

تلاعب بالدين
ومن جانبه، أكد الدكتور شوقى عبداللطيف، وكيل الأوقاف السابق لـ"العربية نيوز"، أن الحجاب فريضة إسلامية على البالغة العاقلة، مشددًا على أنه فرض لمصلحة المرأة، نظرًا لأنه يحفظ عفتها ويجبر احترام الجميع لها.

وعلق عبداللطيف، على البنات التى ترتدي الحجاب برمضان ثم تقوم بخلعه بعد انقضاء مهمة الصيام، نظرًا لطبيعة الأجواء الرمضانية الروحانية، قائلًا: "يجب أن نراقب رب رمضان قبل رمضان"، مؤكدًا أن هذا نوع من أنواع التلاعب بالدين".

وشدد على أن ارتداء الحجاب من عدمه لا يبطل الصيام، لأن الصيام عبارة عن امتناع الإنسان عن شهوتي البطن والفرج فقط بداية من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، لافتًا إلى أن هناك فئة من الفتيات تعتبر الحجاب جهاد للنفس ولا تريد ضياع عناء الصوم بسبب عدم ارتدائه وضياع رمضان بلا أجر.

الحجاب في رمضان "سلوكي" وليس "دينيًا"
وأوضح الدكتور أحمد فخري، استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، أن فكرة التدين بالمجتمع المصري "موروث شعبي"، لافتًا إلى أن المرأة منذ سنوات ماضية كانت ترتدي الملاية اللف من أجل مظهرها الخارجي وليس راجعًا إلى التدين كطبيعة.

وأضاف فخري، أن ارتداء الفتيات للحجاب في أيام رمضان، ثم قيامهم بخلعه بعد انقضاء الصيام، فكرة سلوكية وليست دينية، مشيرًا إلى أن لها شق إيجابي وآخر سلبي، موضحًا أن ارتداء الحجاب بالشهر الفضيل يؤكد أن مازال الدين يحرك سلوكياتنا بجانب الحفاظ على أداء الأجواء الروحانية الرمضانية، وأما الشق السلبي يرجع إلى خلع الحجاب بعد انقضاء الشهر، وهو ما تعتبره المرأة تحررًا من قيد الحجاب.

وأشار استشاري علم النفس، إلى أن هذه الشخصيات التي تقمن بهذه التصرفات يهتممن بالواجهة الاجتماعية ونظرة الآخرين لهن فى الشهر الفضيل، حتى لا يصبحن شاذات بين الأخريات، موضحًا أن هذه السلوكيات تكمن بالمجتمعات ذات التفكير والمشاعر الأزدواجية، كما أن هذه الشخصيات ينقصهن الثقة بأنفسهن والحرية الفكرية؛ نظرًا لأنهن يفعلن ما يرضي المجتمع دون النظر لما يرضي مشاعرهن.