عاجل
السبت 15 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أخطر رجال الجماعة الإسلامية في حوار لـ"العربية نيوز": الجماعات التكفيرية جندت الشباب المصري في ميدان التحرير.. والإخوان والجماعة الإسلامية وجهان لعملة واحدة

 السعيد المرسي
السعيد المرسي

انضممت للجماعة الإسلامية بعد خلافي مع الإخوان عام 1985
أنا أول من تحدثت عن مبادرة وقف العنف عام 1995
بعد وصول "مرسي" للسلطة أصبح الإخوان والجماعة الإسلامية وجهان لعملة واحدة
الجماعات التكفيرية جندت الشباب المصري في ميدان التحرير.. وحلم داعش بدأ في مصر عام 2012
كنت مسئولا عن تجنيد شباب المدارس والجامعات.. وغسل المخ أولى خطوات الانضمام للجماعات
"الشيخوخة" حرمت الجماعة الإسلامية من العودة إلى العنف و"الإخوان" يعبدون "البنا" من دون الله
المصالح أذابت خلافات الإخوان والجماعة الإسلامية.. وعلاقات القاعدة بأبناء "البنا" مرتبطة بالدولارات الأمريكية

السعيد المرسي رجل في أواخر الأربعينات من عمره يبدو على ملامحه وهيئته البساطة والتدين والحب الشديد للوطن، انضم للجماعة الإسلامية في الثمانينات، وانفصل عنها عام 2003 بعد خروجه من السجن.

يعتبر "المرسي" واحدا من أخطر رجال الجماعة الإسلامية حيث كان أحد مسئولي العمل الدعوي المختص بتجنيد الشباب وعمل ما وصفه بغسيل المخ لهم؛ بهدف الطاعة العمياء للجماعة، وعلى الرغم من التاريخ الطويل له داخل الجماعة الإسلامية كان له تجربة هامة وقوية مع الجماعات الإرهابية والتكفيرية، ويعتبر أحد شهود العيان على عمليات زرع الإرهاب في سيناء بعد ثورة 25 يناير وبرعاية جماعة الإخوان، وقد اختص "العربية نيوز" بنشر القصة التي تؤكد على أن داعش لم تك محض صدفة، بل كان مخطط لها منذ فترة طويلة.

عن كواليس وجوده داخل الجماعة الإسلامية وعن تجربته التي استمرت في السجن لأكثر من 10 سنوات بجانب قصته الأخطر عن التجنيد في التنظيمات الإرهابية، يتحدث السعيد المرسي لـ "العربية نيوز" في حاور شيق ومهم فإلى نص الحوار:

كيف بدأت قصتك مع تيار الإسلام السياسي بشكل عام والجماعة الإسلامية بشكل خاص؟
كنت طفلا متدينا فمنذ سن العاشرة بدأت أصلي داخل المسجد وأحرص على الصلاة في جماعة، ولما ظهرت الجماعة الإسلامية عام 1985 انضممت إليها بعد خلافات شديدة بينى وبين جماعة الإخوان، فعلى الرغم من صغر سني وقتها إلا أن شباب الجماعة كانوا يقولون إنى إرهابي، لحبي الجلباب واللحية لدرجة أنهم أدعو أني أملك دبابة فوق سطح المنزل، الأمر الذي جعل الأمن يستدعيني وأنا في الصف الثاني الثانوي ويسألني عن انتماءاتي وأهوائي.

وما سر الخلاف بينك وبين الإخوان؟
السبب الرئيسي هو عدم اعترافي بأن حسن البنا مؤسس الجماعة هو الرجل القرآني في العصر الحديث، وإصراري أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الرجل القرآني في كل العصور، الأمر الذي كانوا لا يريدون الاعتراف به ويوزعون كتب "البنا الرجل القرآني" للتسويق لمرشدهم الأول وجماعتهم، وقد حدثت مشادة كبيرة بيني وبين أستاذ لي في المدرسة بسبب رفضي الاعتراف بأن حسن البنا هو الرجل القرآني.

وهل يفضلون "البنا" عن الرسول صلى الله عليه وسلم حقا كم تقول؟
الإخوان يقدسون "البنا" ويعبدون الجماعة من دون الله فهم جماعة مبتورة تستخدم الدين ولا تخدم الدين، أهم شىء عندهم الجماعة ولا يبحثون لا عن إسلام ولا عن وطن، وهذا ظهر بوضوح بعد وصولهم إلى حكم مصر، ولي صديق إخواني أكد لي هذا التقديس للقيادات حيث قال لي نصا أنه لو "القرضاوي" طلب منه السجود للأصنام لسجد دون تردد لأنه يعتقد أن "القرضاوي" يعلم ويرى ما لا يعلمه ويراه أي إخواني آخر.

نعود إلى الجماعة الإسلامية مرة أخرى.. ما قصة تواجدك بها وإلى أي المناصب وصلت فيها؟
دخلت الجماعة الإسلامية منذ نعومة أظافري كما قلت لك ونظرا لحبي للمسائل الشرعية وتفوقي في فهمها وحفظها ومن ثم شرحها لبراعم الجماعة الإسلامية وقتها، اختارتني الجماعة مسئولا للعمل الدعوي بها وأصبح دوري في الجماعة الإسلامية تجنيد الأطفال والشباب في المدارس والجماعات، وإعطاءهم دروسا شرعية تجعلهم ملكًا للجماعة الإسلامية كدروس عن "السمع والطاعة" في الإسلام و"الولاء والبراء" و"الحاكمية" وغيرها من الدروس الشرعية الأخرى، وواصلت هذا الأمر حتى قبض على عام 1993 دون أي تهمة واضحة سوى الانتماء للجماعة الإسلامية.

وكم عام سجنت؟
سجنت 10 أعوام وخرجت عام 2003، وأنا تائب ونادم على كل ما فعلت، بل أؤكد لك أنني أول من تحدثت عن مبادرات وقف العنف في السجن عام 1995، وقد تسببت أحاديثي عن حرمة الدماء المعصومة وضرورة التصالح مع الدولي في أنني أضرب مرتين داخل السجن من شباب الجماعة الإسلامية، وفي النهاية تأكدوا أن كلامي هو الصحيح وأنني سبقت شيوخهم في مبادة وقف العنف التي رعاها الشيخ كرم زهدي عام 1997.

خرجت عام 2003 كما قلت فما سر محاولة تجنيدك للجماعات التكفيرية في سيناء بعد هذا الخروج؟
بدأت قصة التجنيد للجماعات الإرهابية والتكفيرية بعد ثورة يناير مباشرة، حيث بدأ التجنيد يتم في ميدان التحرير عقب تنحي الرئيس الأسبق مبارك في الفعاليات التي كان يقودها الشباب السلفي، وبالفعل تم تجنيد المئات وأرسلوا إلى سيناء وبعض المحافظات الحدودية المصرية الأخرى للحصول على التدريبات ومن ثم إرسال هؤلاء الشباب إلى العراق وسوريا وأفغانستان للجهاد، أما تجربتي الشخصية فقد بدأت عام 2012 وبالتحديد بعد إعلان الرئيس المعزول محمد مرسي رئيسا للبلاد، فأثناء وجودي في الأسكندرية لشراء بعض الكتب الخاصة بتجربتي، قابلت شيخ يدعى "م.ن" تعرف علي وأكد لي إنه تابع للدعوة السلفية وتناقشت كثيرا معه في الشرع وأعجبه حديثي جدا وطريقة شرحي وخاصة في الأمور الخلافية، وبعد الزيارة الثانية لي وبعد أن عرف أننا كنت أحد أبرز رجال العمل الدعوي في الجماعة الإسلامية، قال لي إنه يتبع السلفية الجهادية ويريدني أن أعمل معه، ولما سألته عن العمل أكد لي إن الخلافة الإسلامية قد اقتربت وإنهم يسعوا لجعل سيناء كأفغانستان وطالبني بالسفر إلى رفح والعمل بصيدلية في النهار بجانب عملي إماما لمسجد يملكه الجهاديين ويكون دوري شرح لهم المفاهيم الجهادية وضرورة الجهاد، وكان هذا مقابل 7 آلاف جنيه كل شهر، كما إنه عرض علي أن أكون أميرا لأحد الخلايا الإرهابية في سيناء.

وماذا كان ردك؟
بالطبع رفضت، وبعدها طالبني بالسفر إلى العريش لتسليم برطمانات من العسل لأحد الإخوة هناك مقابل 500 جنيه سيعطيهم لي بخلاف مواصلاتي، وهنا أدركت إنه يريد تجنيدي ولو بالقوة ويرغب في أن يجعلني أقابل أحد قيادات التنظيم هناك، فرفضت وابتعدت عنه حتى عرفت بعدها إنه تم القبض عليه ويحاكم الآن ضمن خلية الجهادي المعروف أحمد عشوش.

هل تحدثوا معك عن ولاية في سيناء وهل كان هذا الشخص يتبع تنظيم "داعش" ويبدأ في وضع اللبنة الأولى لهذا التنظيم الإرهابي على أرض مصر؟
أتوقع هذا لأنه كان يؤكد لي أن الخلافة القادمة ستكون سيناء مهدا لانطلاقها الكبير، ولذلك لا أستبعد أبدا إنه كان من الدواعش.

ننطلق إلى نقطة جديدة.. من وجهة نظرك ما الفرق بين جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية؟
في السابق كان هناك فرق كبير بين الإخوان والجماعة الإسلامية، فجماعة الإخوان منذ نشأتها وهى تبحث عن البرلمان والكرسي، في حين كانت تبحث الجماعة الإسلامية عن الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، والخلافات استمرت بين الجماعتين حتى قتل السادات، وبعد ثورة يناير ووصول مرسي إلى الحكم أصبح الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين وجهان لعملة واحدة.

ما سر سقوط حكم الإخوان في مصر؟
الله جل علاه سلط الغباء على الإخوان وانتقم منهم أشد انتقام، بعدما نسوا الله والوطن بل ونسوا أنفسهم بعد وصولهم إلى الحكم، الأمر الذي عجل بسقوطهم ونهايتهم.

وماهى أسباب سقوط الجماعة الإسلامية مع الإخوان على رغم خلافاتهم؟
الجماعة الإسلامية كانت لها بدايات دينية طيبة وأخدوا البساط من تحت أقدام الإخوان بعد ما أظهروا غيرتهم على الدين وسعيهم لتطبيق شرع الله ، ولكن بعد دخول الجماعة الإسلامية إلى العنف وأصبحوا جزء من المعادلة السياسية ونسوا الدعوة فأنساهم الله أنفسهم وابتلاهم بما ابتلى به الإخوان، الذين اندمجوا معهم وأصبحوا غطاء للجماعة الإسلامية ونست الجماعة أن "المتغطي بالإخوان عريان".

وكيف ترى مستقبلها؟
الجماعة الإسلامية تمر بحالة انشقاق كبيرة فلقد انقسمت إلى عدة فروع مثل تمرد الجماعة الإسلامية وجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية بجانب الجماعة القديمة بفكرها القديمة والتيار الرابع الذي يؤمن ولا يزال يؤمن بالعنف وأخيرا الاتجاه الخامس الذي كره السياسة والدعوة والجماعة واختار البعد تماما عن المشهد.

هل تعود الجماعة الإسلامية للعنف رغم مبادرات وقف العنف في 97 ؟
الجماعة بالفعل حاولت أن تعود لكنها فشلت بعد كبر سن أعضائها وعدم قدرتها على جذب المزيد من الشباب، وسر هذه العود هو أن هناك نسبة كبيرة من قيادات الجماعة لم تكن تؤمن بالمبادرة وبالتحديد قادة الجناح العسكري، وكان يرونها مناورة لإخراج الناس من المعتقلات فحنوا إلى العنف وخاصة بعد ثورة يناير وانهيار جهاز أمن الدولة.

وما حال الجماعات الأخرى وموقفها من العنف؟
كل الجماعات الإسلامية عادت إلى العنف ولكن بمسميات أخرى كجند مصر وأنصار بيت المقدس وغيرهم.

وما تعليقك على انتشار الجماعات الجهادية والتكفيرية في مصر في الأونة الأخيرة؟
ليس انتشارا بالشكل المقلق، فالمجموعة الجهادية أسهل ما يكون تأسيسها حيث يدشنها من 7 إلى10 أفراد، ثم يختاروا لهم أمير ويقرأوا كتب "حتمية المواجهة" والحصاد المر" وغيرها من الكتب الجهادية الموجودة في مواقع الإنترنت التي تعيد تأصيل كتب سيد قطب وبعدها تصبح الجماعة جماعة إرهابية تكفيرية.

وكيف ترى الحركات المسلحة التي خرجت مؤخرا كـ"إعدام" و "ولع" وغيرها؟
كلها أفشات إنترنت فهم بعض الشباب الثوري الذي تناسى البنات قليل وأراد أن يعمل إرهابيا وثورجيا، وعلى كل حال تلك الخلايا بسيطة وسهل جدا التعامل معها.

ما تقييمك لتنظيم "داعش" وظهوره بهذا الشكل المفاجىء؟
كل 10 سنوات يظهر تنظيم إرهابي جديد يلوم التنظيم الذي سبقه ويتهمه بالتخاذل والفشل وهذا ما حصل بين داعش والقاعدة حيث اتهمت داعش القاعدة بالتخاذل، وداعش تشبه إلى حد بعيد جماعة الجهاد القديمة وتنظيم القاعدة القديم لا بعد تحديثات "الظواهري" الدخيلة على الجهاد كالاعتراف بالديموقراطية والسياسة.

وما الفرق بينه وبين جماعة الإخوان؟
الغاية واحدة بس الوسيلة مختلفة وهنا يجعل الإخوان وداعش طرفي نقيض على الرغم من أن كلاهما قد خرج عن وسطية الإسلام.

بم تفسر التقارب الإخواني مع القاعدة والبعد عن داعش رغم أنها الأقوى الآن؟
علاقة القاعدة بالإخوان صفقات وأموال، وداعش ترفض التحالف مع الإخوان لاختلاف الإيدولوجيات والأفكار فـ"داعش" تتفنن في التكفير على عكس تساهل القاعدة والإخوان الكفار والمجوس من وجهة نظر داعش، فما لا يظنه أحد هو أن داعش تعتبر "مرسي" أكفر من "مبارك" وستقتله إن دخلت مصر قبل أن تفكر حتى في مبارك.

هل أنقذتنا ثورة 30 يونيو إذن؟
30 يونيو من أنبل ثورات التاريخ لأنها أنقذت الشعب المصري من أجندات الجماعات الإسلامية الخاصة التي لا تعترف إطلاقا بالوطن وعلى استعداد أن يقبلوا مصر ولو بضعة حجارة في سبيل العودة إلى حكمها.

هل الحلول الأمنية وحدها كفيلة بمواجهة الإرهاب الحالي؟
أفضل طريق للرد على الإرهاب هو التنمية والتعمير الذي يحاصر الإرهاب ويفككه، والحلول الأمنية وحدها لا تكفي بل نحن في حاجة إلى تفعيل دور الأزهر بشكل صريح ومخاطبة أعضاء الجماعات الإسلامية فمن لديهم حب لله فليتبرأوا من الجماعات الإسلامية.

هل يعود الإخوان إلى الحكم مرة أخرى؟
الإخوان رصدوا مليارات الدولارات للتخريب والعنف من أجل العودة إلى الحكم ولو أن مليارات الإخوان صرفت في الخير والتنمية لعادوا مرة أخرى إلى الحكم دون نقطة دم واحدة.

لماذا ترفض مصطلح "الإسلام السياسي"؟ 
جماعات الإسلام السياسي مصطلح صهيوني مدسوس والمقصود به "الخراب السياسي"، فمن مصلحة الإسلام القضاء على الجماعات وتوحد المسلمين جميعا بعيدا عن تلك الجماعات التي لم تقدم إلا 3 أشياء التكفير والتفجير والتنفير.

هل أنت مع المصالحة الوطنية في سبيل إنهاء الصراع السياسي القائم حاليا؟
أرفض المصالحة الوطنية مع القتلة وعلى كل من ارتكب عنفا أن يحاكم على عنفه وإرهابه أم المغرر به فكريا فعلينا مواجهته بالفكر وإنقاذه من تلك الجماعات.

اتهمت الإخوان بالتشيع .. فما حقيقة ذلك؟
الإخوان لديهم مبدأ مثل مبدأ الشيعة اسمه التقية حيث إنهم يظهرون ما لا يبطنون ويكذبون باسم الإسلام من أجل مصلحة الجماعة، ولقد أخفى الإخوان المسلمين هذا المبدأ حتى لا يتهموا بالتشيع وغيروا اسمه من "التقية" إلى "مصلحة الجماعة " تلك الجماعة التي أصبحت وثنا يعبدونه من دون الله، وأنا أرى بعيدا عن كل هذا أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة دنيوية لا دينية تمثل الرأسمالية الجشعة.

أخيرا ما هى رسالتك لكل من :- 

صديقك السابق أحمد الاسكندراني- المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية؟
لسنا أصدقاء الآن فهو اختار طريق الهدم والخراب وسار في طريق الفساد وبيننا وبينه الله عزو وجل.

الجماعة الإسلامية؟
كل الجماعات الإسلامية ضد الإسلام وشوهته وأنتم جزء من ذلك.

شباب التيار الإسلامي المغرر به؟ 
الزموا مساكنكم ومساجدكم وعودوا إلى أهلكم ووطنكم.

جماعة الإخوان المسلمين؟
توبوا إلى بارئكم ثم ادفنوا أنفسكم بعد أن تبوسوا أقدام الشعب كي يرضي عنكم.

الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
أنت على موعد مع التاريخ، سر في التعمير والبناء وسيعشقك الشعب أكثر وأكثر وأتوقع أن تأخذ جائزة نوبل في يوم من الأيام لما فعلته من أجل مصر.