لماذا الحمار !!
الحمار هو أكثر الحيوانات ظلما منا معشر البشر وذلك على الرغم من انه يقوم بخدمات جليلة وذلك من اجل راحه وسعادة البشرية منذ فجر التاريخ في الواقع لست أول من كتب عن الحيوانات عامة وعن الحمار خاصة.
لست أول او أخر من كتبت عنه فهذا موضوع قديم حديث فمثلا في العصر الفرعوني رسم آلهة الصحراء والعدم لشكل حمار في المعابد القديمة كرمز لمساعده الإله (رع) آله الشمس وذلك خلال رحلته في العالم الأخر (العالم السفلى).
فقد كتب الأصمعي وكذلك ابن عبيده وابن الكلبى وابن الأعرابى و الجتانى وكثيرين غيرهم , حتى انهم لقبوا مروان ابن محمد اخر الخلفاء الأمويين بالحمار ولكن هذا المصطلح كان ثناء لهذا الخليفة الشجاع الصبور الخدوم والذى كان يتحمل كل المصاعب والشدائد وليس الحمار الذى نعرفه نحن فى زمننا والذى يرتبط دائماً بكل ما هو سيئ وكريه (الغباء وانعدام الذوق والصوت الكريه و الحنكة)، ولكن ادباء العصر الاموي ظلوا يمدحوا مروان ابن محمد اخر خليفه في الدولة الاموية، وذلك حتى قبل ان تسقط دولته في عام 132 هجرياً على يد العباسيين، وفى العصر العباسي كتب الجاحظ كتاب اكثر من متميز ( كتاب الحيوان) متحدثا فيه عن صبر وقوه تحمل الحمار وعاداته واحواله، يعد هذا كتاب مهم في مجال الجغرافيا وتأثير البيئة على الحيوان والذى هو مرتبط بالانسان وهذا الكتاب يعرفه العالم غرباً وشرقاً وهو موجود في المكتبات ومترجم الى لغات مختلفة ولصفات الحمار العديدة اتخذ الحزب الديمقراطي والذى يحكم امريكيا حاليا الحمار شعارا له وذلك عام 1792م وذلك لصبره وجلده وقوه تحمله خدماته الجليلة التي يقدمها لنا معشر الآدميين وذلك من اجل راحتنا.
بعد ان قرات كتاب الجاحظ قرأت كتاب توفيق الحكيم ذو الاصول الريفية والذى كان يعرف جيداً قدر الحمار ليس في مجال الزراعة فحسب، بل انه كان يعد وسيله مواصلات مميزه في عصره وكان يصطحبه يوميا للذهاب الى مدرسته الى مدينه دمنهور في ذلك الوقت لم توجد وسائل المواصلات الحديثة، فاصبح هناك ود بين الحكيم وحماره وكتب كتابه (حمار الحكيم) حقيقة صفات الحمار عديده ولا تحصى ولا تعد.
وعلى الرغم من التقدم العلمي المذهل وشبه ندره للحمير في اوروبا الغربية الا انهم خصصوا يوما ككرنفال ومن بينها (المانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا) وسموه يوم الحمار، ونرى في هذه المدن العديد من الحمير وهى مزينه بالورود الصناعية وقصات شعر متميزة وموضوع على ظهورها ما يسمى بـ (les sièges)، او ما يسمونه في الريف المصري بالبرادع او البردعة.
أحببت هذه المحاكاة أو التقليد أو (الهجاء الاجتماعي) وذلك الفيلسوف الهندي بيدبــا والذي تأثر به عبد الله ابن المقفع في كتابه كليله و دمنه والذي تأثر به الأديب الفرنسي(Jean de la Fontaine ) والذي كتب أشهر كتبه (LesFables)، والتي تدرس في المدارس والجامعات بفرنسا ولهذا السبب كتبت عن الحمار فالمحاكاة تتنقل بين الحضارات والثقافات مثل شعلة الالعاب الأولومبية يحملها شخص ويعطيها للأخر.