كيف تصنع النساء أجواءًا واقعية بـ "أعلى نسبة مشاهدة"

الأربعاء 13/مارس/2024 - 03:57 م

تميزت كل من المخرجة ياسمين أحمد كامل والسيناريست سمر طاهر فى تعاونهما سويًا فى أضفاء عناصر نسائية أضفت روحًا من الواقعية من قلب مصر القديمة ومنطقة الأمام الشافعى والقلعه بمسلسل أعلى نسبة مشاهدة
والذى يعرض حاليًا بسباق الدراما الرمضانية فقد وقع اختيارهم على أكثر موضوع شائكًا بمجتمعنا الحالى وهو مجتمع السويشال ميديا وكيف باستطاعه جهاز صغير أن يرفع من اسم انسان أو تحطيمه بشكل نهائى والذى اتضح منذ بداية الحلقات الأولى وخاصة بمشاهدة الافان تتر بأن هذا العالم حطم عالم آخر يعيش فى مستنقع من الفقر والشعبية القابل للكسر والتهميش بواسطة جهاز محمول وصل بهم إلى قاعات المحكمة للمحاكمة ، ولقد أهتم السيناريو بتشريح عوالم النساء بداية من بطلة العمل شيماء " سلمى أبو ضيف" وحلم الفراشات والرومانسية والتركيز على المسلسلات التركية انتقالا إلى والدتها حمدية "انتصار والتى تعمل فى مجال توزيع الاطعمة والمرسوم على وجهها الشقاء وتماثلها فى الشقاء ابنتها الكبرى امال "فرح يوسف"، بينما الشقيقه الصغرى نسمة "ليلى أحمد زاهر" تنتمى لعالم السويشال ميديا وهى الشخصية المحورية بالاحداث لانها كانت سببًا بتعارف العائلة بذلك فكل العناصر النسائية فوق الممتاز وتطور ملحوظ فى ادائهم جميعًا وخاصة مع الفنانة فرح يوسف رمزية المعاناه وشبيه الام بشكل كبير وزادت سعادتى بظهورها بشكل عام فى دور يبرز موهبتها أكثر فأكثر وايضا عودة الفنانة أنعام سالوسة بتلقائيتها وادائها المميز وحنانها المفرط حتى أثناء عصبيتها .

أما عن قصة العمل ذاتها كان اختيار غاية فى التوفيق وعلاقه السويشال ميديا وتأثيره على مجتمع المراهقين وايضا مع شريحة الفتيات من مجتمعات فقيرة ومتوسطة وبسبب الطبيعة النابضة للشباب، يشير الخبراء إلى أن المراهقين الذين ينشرون محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي معرضون لخطورة مشاركة الصور الحميمة أو القصص الشخصية للغاية، مما قد يؤدي إلى تعرُّض المراهقين للتنمر أو المضايقة أو حتى الابتزاز وخاصة حين قدم العنصر الرجولى بالمسلسل الفنان "إسلام إبراهيم" دور الزوج الرزيل المبتز لزوجته وعائلاتها وايضا لفتيات من طبقات أرقى قام بتسجيل تحاورهما سويًا وتقاضى على ذلك اجرًا والعنصر المماثل له فى الابتزاز دور الخال الفنان أحمد فهيم دور النطع والذى قدمه بعنايه فائقه فى تطور ملحوظ بينما العنصر الاكثر هدوءًا وجمالا كالعادة الفنان القدير محمد محمود فى دور الاب الكادح والذى قدم مشهدًا أكثر من رائع فى رحلة بحثه عن العمل وركوب الميكروباص ودهسه لفرده الحذاء الخاصة به كرمزية على تهميشه فى هذا المجتمع الواسع ومشهدًا أخر أكثر من رائع وهو احتضانه لوالدته كدلاله على رغم كبر سنه فأنه لا محاله من احتياجه للحنان والعطف .

من أكثر المشاهد التي نالت اعجابي فى الحلقة التانيه عدم انفصال الحارة الشعبية عن أحداث فلسطين والتركيز ان البطلة سلمى أبو ضيف والفنانة ديانا هشام يمشوا فى الحارة واجواء الواقعية والتعايش الحقيقى بين الصديقات وان المسلسل بشكل عام بيحب يوثق أماكن تاريخية بشكل أو بأخر من قلب قاهرة المعز .