تحذير قوي من خطورة تأتثير الحرارة الليلية المرتفعة على خصوبة الرجال

يرتفع معدل درجات الحرارة في العديد من مناطق العالم، ما يثير قلق الباحثين حول تأثير الحرارة المرتفعة على الصحة والخصوبة، لا سيما لدى الرجال.
وبينما يتهيأ الكثيرون لمواجهة الأرق الناتج عن الطقس الحار، تحذر دراسة حديثة من أن الرجال قد يواجهون مشكلة أكثر خطورة، تتمثل في انخفاض جودة الحيوانات المنوية وتأثر الخصوبة.
وأظهرت الدراسة، التي حللت عينات من السائل المنوي لأكثر من 6600 متبرع حول العالم على مدى ست سنوات، أن ارتفاع الحرارة ولو بدرجة واحدة يمكن أن يضعف جودة الخلايا المنوية ويقلل قدرتها على الحركة، وهي خاصية أساسية لنجاح عملية الإخصاب. كما تبين أن الرجال في المناطق الحارة يعانون في المتوسط من حركة أقل للحيوانات المنوية مقارنة بسكان المناطق الأبرد.
ورغم أن السبب المباشر لهذه الظاهرة لا يزال غير مؤكد، يرجح الباحثون أن ارتفاع حرارة الخصيتين يقتل بعض الخلايا المنوية ويؤثر على البقية، إضافة إلى أن قلة النوم في الليالي الحارة قد تزيد من حدة المشكلة.
وأشار البروفيسور راج بيرساد، من مؤسسة بريستول لطب المسالك البولية، إلى أن هذه النتائج قد تفسر جانبا من انخفاض معدلات المواليد عالميا، مؤكدا إمكانية تحسين الخصوبة في المناطق الحارة عبر التحكم في درجة الحرارة الليلية.
وتؤكد أبحاث سابقة أن درجة حرارة الخصيتين تكون عادة أقل من حرارة الجسم الأساسية بمقدار درجتين إلى أربع درجات مئوية، وهي ضرورة بيولوجية لإنتاج حيوانات منوية سليمة. وبيّنت الدراسات أن ارتفاع الحرارة بمقدار درجة واحدة يقلل عدد الحيوانات المنوية بنحو 40%، بينما يؤدي ارتفاعها درجتين إلى تراجع العدد إلى مستويات شبه معدومة.
وتنصح الدراسة بارتداء ملابس داخلية فضفاضة أثناء النوم واستخدام المراوح الكهربائية للتبريد.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة العلوم الطبية الحيوية والبيئية.
يذكر أن عددا من البلدان العربية تتأثر منذ عدة أيام بموجة حر حادة وغير مسبوقة، تعرف باسم "القبة الحرارية".