وزير الثقافة يشهد ختام فعاليات مؤتمر "نحو سياسة وطنية لتطوير المسرح المدرسي" ويعتمد توصياته ويُكرم عددًا من مبدعيه

شهد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة،و الدكتور أحمد الضاهر، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ختام فعاليات مؤتمر: "نحو سياسة وطنية لتطوير المسرح المدرسي" نظمه قطاع المسرح ممثلًا في المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة المخرج عادل حسان – رئيس المؤتمر – وبإشراف المخرج خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، وذلك على مدار يومي السبت والأحد 30 و31 أغسطس 2025، بمقر المجلس الأعلى للثقافة، وأُقيم الحفل الختامي بمسرح مركز الهناجر للفنون، بحضور الفنان عزت زين أمين عام المؤتمر، وأعضاء اللجنة العلمية، وعدد من القيادات التنفيذية والمهتمين بقضايا المسرح المدرسي.
وأعتمد وزير الثقافة التوصيات التي خلصت إليها أعمال المؤتمر، والتي تمثلت في:
صياغة سياسة وطنية متكاملة للمسرح المدرسي تأهيل وتدريب وصقل قدرات الكوادر المسرحية و إطلاق منصة رقمية وقاعدة بيانات متكاملة لتوثيق وإدارة أنشطة المسرح المدرسي و إتاحة مسارح الدولة أمام العروض المدرسية المتميزة.
كما شملت التوصيات عودة اللقاءات المسرحية القمية بين الطلاب بمختلف المراحل، وتفعيل بروتوكولات التعاون بين وزارتي الثقافة والتربية والتعليم والوزارات المعنية لتكامل الخبرات في البرامج التدريبية، خاصة في مجالات الكتابة المسرحية، ومسرحة المناهج، والقراءات المسرحية، وصناعة وتحريك العرائس.
وأكدت التوصيات على ضرورة تدريب طلاب السنة النهائية في معهد الفنون المسرحية وأقسام المسرح بكليات الآداب والتربية النوعية والإعلام التربوي داخل المدارس الحكومية، بما يسد العجز الجزئي في الاختصاصيين المسرحيين، إلى جانب إدراج مسابقات نوعية للطلاب في النقد والدراما والتأليف المسرحي، وإنشاء مكتبة بصرية متخصصة بالعروض المسرحية، وإعادة تنشيط مشروع «مسرح الجُرن» الموجه لطلاب المرحلة الإعدادية.
كما تضمنت التوصيات أهمية تدريب مستمر لموجهي التربية المسرحية، وإقامة مسابقات سنوية للكتاب المسرحيين لإثراء مكتبة المسرح المدرسي، وإنشاء مكتبة مسرحية في كل مدرسة، وعدم ربط ميزانية النشاط المسرحي بالمصروفات المدرسية مع دعمه بموارد أخرى، ومنح درجات إضافية للمتميزين مسرحيًا على غرار ما يُمنح للمتفوقين رياضيًا. وأوصت أيضًا بضرورة عقد مائدة مستديرة خاصة بمسرح التربية الخاصة وبحث استخدامه كوسيلة علاجية إلى جانب أدواره التربوية والفنية.
وفي كلمته، قال الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة،تؤمن الوزارة بأن المسرح المدرسي ليس مجرد نشاط ترفيهي، بل هو ركيزة أساسية في صياغة وجدان النشء وتشكيل وعيهم. وأكد أن التوصيات تمثل خريطة طريق لمرحلة جديدة من العمل الثقافي المشترك، متعهدًا بتحويلها إلى خطوات عملية بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة.
وأضاف الوزير أن الهدف من المؤتمر هو جعل المسرح جزءًا أصيلًا من العملية التعليمية، ومساحة رحبة لاكتشاف وصناعة الموهبة المصرية منذ الصغر، موجهًا الشكر للمشاركين والمنظمين، ومشيدًا بما قدموه من أوراق بحثية ورؤى بنّاءة تثبت أن المسرح سيظل منبرًا لبناء الإنسان.
كما حرص وزير الثقافة على تكريم عدد من الرموز الإبداعية التي كان لها إسهام بارز في تطوير المسرح المدرسي، من بينهم: الراحل الفنان السيد الملاح، الكاتب أحمد أبو رحيمة، السيدة حكمت الشيخ، الكاتب مجدي مرعي، السيدة زيزي حافظ، السيدة نجلاء البشيهي، إلى جانب أعضاء اللجنة العلمية للمؤتمر.
ومن جانبه، ثمّن الدكتور أحمد الضاهر، نائب وزير التربية والتعليم، ما شهدته جلسات المؤتمر من نقاشات ثرية وأوراق بحثية قيّمة، مؤكدًا أن المسرح المدرسي يمثل منصة تربوية وثقافية تساهم في بناء شخصية الإنسان المصري، وتعزز لديه قيم الانتماء، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي. وشدد على ضرورة صياغة سياسة وطنية متكاملة للمسرح المدرسي، وإعداد دليل فني يضم نصوصًا مسرحية ملائمة، وإرشادات تربوية للإخراج، مع استمرار مناقشة القضايا المجتمعية عبر المسرح التفاعلي، وإقامة شراكات مع المؤسسات الثقافية والفنية لتوفير الدعم وتبادل الخبرات.
وفي السياق ذاته، أكد المخرج عادل حسان، رئيس المؤتمر، أن المركز القومي للمسرح بصدد الإعداد لإطلاق “المهرجان القومي المصري للمسرح المدرسي” كخطوة استراتيجية لتعزيز الهوية الوطنية ودعم المواهب المسرحية منذ الصغر. وأوضح أن المركز سيعمل على تنظيم دورات تدريبية متخصصة لمعلمي التربية المسرحية، إلى جانب إطلاق مسابقة للكتابة المسرحية ومشروعات للنشر والترجمة في مجال المسرح المدرسي، بالتنسيق مع البيت الفني للمسرح.
واختتم حسان بالتأكيد على أن كل هذه الخطوات تمثل ترجمة عملية لمخرجات مؤتمر "نحو سياسة وطنية لتطوير المسرح المدرسي"، بما يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة منه.