عاجل
الأربعاء 12 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

صفقة الإغلاق الحكومي تكشف انقساماً عميقاً داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقرأ المزيد على موقع إرم نيوز:

كشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" عن عمق الانقسام داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي عقب التوصل إلى اتفاق في مجلس الشيوخ لإعادة فتح الحكومة الفيدرالية، بعد أسابيع من الشلل الإداري الذي أصاب البلاد. 

وأبرز التقرير أن الخلاف بين جناحي الحزب – التقدمي والمعتدل – لم يعد مجرد تباين في الرؤى، بل تحول إلى معركة حول هوية الحزب ومستقبله في ظل الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن الصفقة التي أبرمها عدد من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ مع الجمهوريين، مساء الأحد، قضت بتمويل الحكومة حتى نهاية يناير/كانون الثاني المقبل، مع حماية وظائف الموظفين الفيدراليين وتعهد من القيادة الجمهورية في المجلس بإجراء تصويت لاحق على تمديد الإعفاءات الضريبية الخاصة بالرعاية الصحية. 

لكن هذا التعهد لم يلبِّ مطالب القاعدة الديمقراطية التي كانت تصرّ على تمرير التمديد فوراً، ما فجّر موجة غضب واسعة داخل صفوف الحزب.

السيناتور المستقل أنغوس كينغ، أحد مهندسي الاتفاق، برّر الخطوة قائلاً إن "التصدي المستمر لترامب لم يحقق نتائج، بل منحه مزيداً من القوة" في إشارة إلى ضرورة اعتماد نهج واقعي أكثر مرونة.

لكن هذا الطرح قوبل برفض حاد من الجناح التقدمي الذي رأى في الاتفاق "تنازلاً مؤلماً" يعكس ضعف القيادة الديمقراطية.

وقالت مؤسسة منظمة "Run for Something" التي تدعم المرشحين التقدميين المحليين، أماندا لِتمان، إن الغضب "عمّ جميع أجنحة الحزب".

وأضافت أن الأزمة الأخيرة كشفت عن جيل من القادة لا يزال يتعامل مع الجمهوريين "بعقلية ما قبل ترامب" رغم أن الحزب الجمهوري اليوم – كما تقول – "أكثر تطرفاً وصدامية من أي وقت مضى".
جيل جديد من القادة
ووفقاً للصحيفة، فإن الغضب الشعبي داخل القاعدة الديمقراطية تُرجم عملياً بزيادة غير مسبوقة في عدد الأشخاص الذين سجّلوا أسماءهم للترشح لمناصب محلية بعد إعلان الصفقة، إذ تجاوز عددهم 1600 خلال يوم واحد، مقارنة بمتوسط يومي لا يتعدى 300.

في المقابل، دافع مؤيدو الاتفاق عن خيارهم، مؤكدين أن الإغلاق الطويل ألحق ضرراً بالغاً بالمواطنين، من تأخير الرحلات الجوية إلى توقف رواتب الموظفين وتعليق المساعدات الغذائية. 

وشددت السيناتورة جين شاهين من نيوهامبشر، التي شاركت في المفاوضات، على أن "الانتظار أسبوعاً أو شهراً آخر لم يكن ليحقق نتيجة أفضل، بل كان سيزيد معاناة الأسر الأمريكية".

لكن الأصوات المطالبة بتغيير القيادة في مجلس الشيوخ ارتفعت مجدداً، إذ دعت السيناتورة الديمقراطية عن ولاية ميشيغان، مالوري ماك مورو، إلى تنحي تشاك شومر، معتبرة أن إدارته للأزمة "محبطة وتعكس حاجة ماسة إلى جيل جديد من القادة القادرين على خوض معركة مختلفة".

استسلام مجاني
وأظهرت استطلاعات للرأي أن 71% من الديمقراطيين يؤيدون مواصلة الضغط لانتزاع مكاسب في ملف الرعاية الصحية قبل إنهاء الإغلاق، ما يعكس حجم الهوة بين القيادة والقاعدة.

وفي مجلس النواب، عبّر الديمقراطيون عن رفضهم الصريح للاتفاق، معتبرين أنه "استسلام مجاني" لمطالب الجمهوريين. 

ومع ذلك، يُتوقع أن يتمكن رئيس المجلس الجمهوري، مايك جونسون، من تمرير الصفقة دون الحاجة إلى أصوات المعارضة، بدعم من الجناح اليميني والرئيس ترامب الذي وصفها بأنها اتفاق جيد جداً.

وختمت الصحيفة بالتأكيد على أن الأزمة الحالية لا تختصر فقط معركة حول ميزانية الحكومة، بل تكشف عن صراع أعمق حول مستقبل الحزب الديمقراطي ذاته: بين من يريد أن يقاتل حتى النهاية، ومن يفضّل الواقعية السياسية لتقليل الخسائر في مواجهة إدارة ترامب الثانية.