عاجل
الخميس 13 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

انفجارات العاصمتين.. شرارة جديدة في صراع لم ينطفئ بين الهند وباكستان

علما الهند وباكستان
علما الهند وباكستان

شهدت منطقة جنوب آسيا في نوفمبر الجاري تطورًا خطيرًا تمثل في انفجارين متتاليين هزا العاصمتين الهندية والباكستانية، ما أثار مخاوف واسعة من تجدد دوامة العنف بين الخصمين النوويين.

فقد أدى انفجار سيارة قرب القلعة الحمراء في نيودلهي إلى مقتل 13 شخصًا على الأقل، بينما أسفر تفجير آخر قرب المجمع القضائي في إسلام آباد بعد أقل من 24 ساعة عن مقتل 12 شخصًا.

وبحسب تقارير، فإن وقوع التفجيرات يأتي في مرحلة حساسة بعد ستة أشهر فقط من أسوأ مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان منذ حرب 1971، وبعد أسابيع من اشتباكات حدودية دامية بين باكستان وأفغانستان.

صنفت الحكومة الهندية انفجار نيودلهي رسميًا كـ"حادث إرهابي"، بينما اعتبرت باكستان تفجير إسلام آباد "هجومًا انتحاريًا" ونسبته إلى حركة طالبان الباكستانية.

وجّه رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اتهامات للهند بالضلوع في الحادث، وهو ما نفته نيودلهي بشدة. وتشير تقارير هندية إلى أن منفذي انفجار نيودلهي قد يكونون على صلة بجماعة "جيش محمد" المدعومة من باكستان، بينما تظهر روايات أخرى احتمال أن الانفجار كان نتيجة تفجير عرضي أثناء فرار مشتبه بهم من مداهمة أمنية.

توازن هش بين الردع والتصعيد

وضعت الانفجارات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمام معادلة صعبة بين الوفاء بوعوده بالرد الصارم على أي هجوم إرهابي وتفادي إشعال مواجهة جديدة مع إسلام آباد. وأشارت المؤشرات إلى رغبة نيودلهي في احتواء الموقف، حيث واصل مودي زيارته المقررة إلى بوتان بعد التفجير، في دلالة على عدم اعتبار الحكومة الوضع أزمة قومية عاجلة.

في المقابل، تشهد باكستان توتراً داخلياً متزايداً، حيث نُسبت موجة هجمات جديدة إلى "طالبان باكستان"، فيما أكد الجيش أن الجماعة تقف وراء تفجيرات سابقة في جنوب وزيرستان، ما يرجح أن يكون هجوم إسلام آباد جزءًا من نمط تصعيدي مستمر.

سيناريوهات المستقبل

تخشى الاستخبارات الإقليمية أن يؤدي أي تبادل للاتهامات بين نيودلهي وإسلام آباد إلى تصعيد غير محسوب، إذ سبق أن أدى هجوم إرهابي في كشمير إلى اندلاع اشتباكات عسكرية. ويشير المحللون إلى أن التركيز يجب أن ينصب على العلاقات المتدهورة بين باكستان وأفغانستان، حيث تتزايد الضربات الجوية والاشتباكات الحدودية منذ أكتوبر، وقد يبدأ حلفاء طالبان تنفيذ انتقامهم داخل باكستان.

يضع هذا الوضع المعقد استقرار المنطقة على المحك، فاستجابة باكستان عسكريًا قد توسع عمليات طالبان، فيما تراقب الهند مدى تورط الجماعات المدعومة من إسلام آباد في الهجمات داخل أراضيها.

تكشف الانفجارات المتزامنة في نيودلهي وإسلام آباد عن هشاشة التوازن الأمني في المنطقة، وعن الطبيعة المترابطة للأزمات بين الهند وباكستان وأفغانستان. وبينما تتجنب العاصمتان أي مواجهة مباشرة حتى الآن، إلا أن استمرار تصاعد العنف من الجماعات المتطرفة قد يدفع الأطراف الثلاثة نحو مرحلة جديدة من الفوضى الإقليمية، ما يجعل جنوب آسيا أقرب إلى حافة اضطراب شامل، إذا لم تُترجم الدعوات إلى التهدئة إلى سياسات عملية على الأرض.