احتجاج ودعوى قضائية في قابس التونسية بسبب تلوث مصنع كيماوي
تشهد مدينة قابس جنوب شرقي تونس احتجاجات واسعة على خلفية دعوى قضائية رفعها سكان ضد مجمع صناعي كيماوي تسبب في حالات اختناق وشلل بين السكان خلال الأيام الأخيرة.
وتجمع المئات أمام المحكمة المطالبة بإغلاق الوحدات الملوثة التابعة للمجمع، مرددين شعارات تطالب بإيقاف التلوث وتفكيك مصنع معالجة الفوسفات المملوك للدولة، والذي اتهمه السكان بأنه السبب الرئيس للأزمات الصحية في المدينة منذ بداية سبتمبر الماضي.
وأوضح المحامي منير عدوني، المدعي في القضية، أن أوراق الدعوى تضمنت أدلة على أضرار جسيمة تلحق بالمدينة، على أن تُستأنف الجلسات في 20 نوفمبر الجاري.
وسجلت مؤسسات تعليمية في المدينة خلال الأيام الماضية عشرات حالات الاختناق والإغماء بين الطلاب بسبب انبعاث الغازات من المجمع، كما ظهرت أعراض شلل جزئي وصعوبة في المشي والتنفس، ما دفع السكان إلى المطالبة بحلول جذرية وسريعة.
ويعمل المصنع منذ أكثر من 50 عامًا، وينبعث منه دخان كثيف وروائح نفاذة، كما يلقى نفاياته المحتوية على معادن ثقيلة في البحر، ما تسبب في تلوث بيئي شديد وأثار مخاوف صحية متزايدة، خصوصًا بين الأطفال.
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة التونسية عن خطط لتنظيف قاع البحر الملوث في خليج قابس واتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الانبعاثات الضارة، بينما شدد الرئيس قيس سعيّد على ضرورة إيجاد حلول آنية للمشكلة.
ويُذكر أن تونس تخطط لمضاعفة إنتاج الأسمدة من مناجم الفوسفات لتعزيز الاقتصاد، ما يزيد من الضغوط على التوازن بين التنمية الصناعية وحماية البيئة والصحة العامة.
