عاجل
الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بالصور.. كيف تعيش في "بطن البقرة".. حياة أولها "رعب" وآخرها الموت جوعًا.. لا خدمات ولا مرافق والبيوت مبنية بالأخشاب والقماش.. والأهالي: الحكومة خارج نطاق الخدمة

جانب من الحدث
جانب من الحدث

منازل منهدمة، وأخرى آيلة للسقوط، وعشرات مبينة من الأخشاب والأقمشة، يقطن بداخلها مئات الأسر البائسة، ظلوا طيلة الأعوام الماضية يعانوا من الإهمال من قبل المحافظين، الذين تغيروا كثيرًا على مدار الحكومات السابقة والشعار "يبقى الوضع على ماهو عليه"، هكذا هو حال أهالي منطقة "بطن البقرة" بمنطقة مصر القديمة. 

أصوات الأهالي تعلو صراخًا أملًا في أن يستنجد بهم أحد ليخرجهم من الموت الذي ينتظرهم من آن لآخر، وجوه بائسة غلب عليها الإصفرار من هول الحياة الضنك التي يعيشون بها، وآخرون مازالوا يتعايشون مع الوضع الذي كان ومازال أمر واقع لهم. 

مشاهد تعطي صورة لهذه المنطقة بأنها أشبه بقرية من قرى الصعيد، أو نجع من النجوع أو منطقة نائية بعيدة، ولكن "بطن البقرة" لا تبعد عن المساجد الأثرية بمنطقة مصر القديمة سوى أمتار قليلة، حالة من التناقض الشديد تشهدها المنطقة فور أن تطأ قدماك أرضها. 

أطفال يسيرون عراة، لايبالون من خطورة الأمراض التي قد تنتقل لهم من أتلال القمامة التي تتراص أمام منازل ذويهم، وسيدات يحملن الأواني فوق رؤوسهن لجلب مياه الشرب من المساكن المرفهة التي تبعد عنهم أمتار قليلة، أحلامهم قد تختزل في مأوي آمن من الزواحف المميتة. 

عالم مرعب مليء بالخوف والموت المفاجىء، حياتهم مليئة بمئات المواقف التي قد تشيب من وهلة الموقف، آذان سئمت من أحاديت المسئولين ووعودهم بالحلول، عشرات الأعوام يعيشون الأهالي البؤساء في أحواش يقوموا باستئجارها ويشمل كل حوش ما لا يقل عن 10 غرف، وفي كل غرفة تقطن أسرة، تصاحبهم الحيوانات. 

في البداية يقول في سخرية شديدة حسن مراد، عامل نجارة: "صحافة نعمل إيه بالصحافة ياما إتكلمنا ومافيش فايدة، والمسئولين كتير بنسمع منهم كلام ولا فيه حاجة بتتنفذ، إحنا جاتلنا الأمراض وناس ماتت وناس عايشة في غلب ومافيش حد حاسس بينا". 

ويشير مراد إلى أن بطن البقرة كانت بها مستوصف طبي يلجأ إليه الأهالي يسمى مستوصف القديسة يوليان، ولكن مع الإهمال أغرته المياه الجوفية حتى قاموا بردمه بالتراب لتزداد معاناتنا في الحصول على العلاج. 

وبسؤال الأهالي عما إذا كانت هناك مدرسة أم لا، قالت شوقية عبد العال، صاحبة الأربعين عاما: "إحنا هنا بنعاني من عدم وجود مدرسة تستقبل أطفال المنطقة"، مشيرين إلى أن أقرب مدرسة لهم تبعد عنهم حوالي ساعتين، مما يعرض أبناءهم للخطر. 

كما قالت زينب محفوظ ــ من الأهالي: "إحنا هنا بنشوف الموت كل لحظة بسبب البيوت اللي بنعيش فيها دى كلها ثعابين وعقارب وبلاوي تانية مش بنعرف اسمها ايه".

وتابعت: "سمعنا كتير في التليفزيون أن المحافظ عمل لينا 2000 وحدة سكنية ومش عارفين عنها حاجة لحد دلوقتى، طبعًا إحنا كلنا عارفين أن فيه نهب وسرقة للتبرعات اللي بتيجي لينا، زى ماسمعنا أن مبلغ 5 ملايين جنيه تبرع بها رجال الأعمال قبل كده للمنطقة وماشوفناش منها مليم". 

كما قال أحمد محسن "نجار": "المنطقة هنا برغم أنها قريبة من مساجد أثرية ومناطق تعتبر سياحية بس إحنا ماحدش شايفنا خالص، والناس كلها جاتلها يأس شديد، ده غير إننا مافيش لينا لا رعاية صحية ولا فيه مدارس قريبة والمنطقة تعانِ من بطالة شديدة، الكل بيعتمد على حرفته". 

وتابع: " دخل الأسرة هنا مش بتزيد عن 300 جنيه في الشهر، ويادوب عايشين بيهم بالعافية". 

كما قال سالم ضاحي ــ عامل نظافة: "أغلب اللي عايشين هنا بيعتمدوا على الزبالة، فبنقوم ببيعها والفلوس اللي بتطلع منها بنعيش بيها، أي نعم قليلة بس أحسن ما نجوع".