"الصليب الأحمر" بالقاهرة تنظم دورة للصحفيين في القانون الدولي الإنساني

نظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (بعثة القاهرة) دورة في القانون الدولي الإنساني للصحفيين والإعلاميين، وذلك على مدار يومين متتاليين.
تضمنت الدورة عدد من المحاضرات حول القانون الدولي الإنساني والتغطية الإعلامية للقضايا الإنسانية وسلامة الصحفيين، بالإضافة إلى أنشطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العالم ومصر.
ومن جانبه، صرح جيروم فونتانا، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر (بعثة القاهرة)، بأن التواصل مع الصحفيين والإعلاميين أمر هام بالنسبة للبعثة، لافتًا إلى أن البعثة بدأت نشاطها في مصر منذ الحرب العالمية الأولى.
وأضاف "فونتانا" خلال اليوم الأول للدورة، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل على تقليل المعاناة خلال الحروب والصراعات أينما وجدت، كاشفًا عن أن اللجنة ليست تابعة لأي دولة، موضحًا أنها منظمة سويسرية خاصة.
وأشار رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقاهرة إلى أنّ التفويض الذي تعمل من خلاله "الصليب الأحمر" هو اتفاقيات جنيف، وبالتالي يكون التفويض الذي تمارس اللجنة عملها من خلاله تفويضًا دوليًا على أساس أن اتفاقيات جنيف وقعت عليها أغلب دول العالم.
تجدر الإشارة إلى أنّ اتفاقيات جنيف هي مجموعة تتكون من 4 اتفاقيات، وقعت الاتفاقية الأولى عام 1864 والأخيرة عام 1949، وتتناول حماية حقوق الإنسان الأساسية في حالات الحرب.
وأكد جيروم فونتانا أن الحروب اختلفت بالوقت الحاضر عما كانت عليه بالماضي، حيث لعب التطور التكنولوجي دورًا في تعقيد العمليات العسكرية، كما أن الحروب الحالية صارت تتميز بطول مدتها، ضاربًا بالحروب الجارية في بعض دول الشرق الأوسط منذ أكثر من 10 سنوات، مثالًا على ذلك.
وقال إنّ سمات الحروب الحديثة ضاعفت عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر العالم، مشيرًا إلى إنّ زيادة عمل "الصليب الأحمر" خلال الفترات الأخيرة يؤكد أن معدل النزاعات المسلحة حول العالم في ارتفاع.
كما صرح رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر (بعثة القاهرة) بأنّ جهود اللجنة الدولية ظاهرة في عددٍ من بؤر الصراعات حول العالم من أوكرانيا إلى أفغانستان، وكذلك دول الساحل الأفريقي.
وعدد "فونتانا" الخدمات والمساعدات التي تقدمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، موضحًا أنها لا تقتصر فقط على المساعدات الطبية، على سبيل المثال: تدعم الجهات الوطنية بالأجهزة الطبية، دعم الأفراد الذين يعانون بسبب الحروب اقتصاديًا، تقديم مساعدات طارئة للنازحين نتيجة الحروب والصراعات المسلحة للتأقلم مع أوضاعهم الجديدة، في بعض الأحيان تدعم النازحين في الصراعات طويلة الأمد ببعض الخدمات مثل البذور الزراعية والماشية وخدمات تطعيم الماشية لتمكينهم اقتصاديًا، منبهًا إلى أنه تم تنفيذ بعض هذه المشروعات الصغيرة في دول أفريقية، وبالإضافة إلى إتاحة الوصول الآمن للمياه الصالحة للشرب ودعم محطات المياه بالفنيين اللازمين لتشغيلها وصيانتها.
وفيما يتعلق بمصادر تمويل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كشف رئيس بعثة القاهرة، عن أنّ الجزء الأساسي من ميزانية اللجنة يأتي من تبرعات الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف، مشددًا على أنه لا يحق لأي دول من الدول صاحبة التبرع تحديد أوجه إنفاق هذه التبرعات، مضيفًا أنه وعلى الرغم من حدوث عجز مالي في بعض الأحيان نتيجة نقص التمويل الذي تحصل عليه اللجنة كما حدث إبان أزمة كوفيد - 19، إلا أن هذا الأمر لم يؤثر على أنشطة اللجنة وفعاليتها.
واختتم جيروم فونتانا تصريحاته بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي منظمة محايدة هدفها إنساني، ومن خلال وجود عناصرها الميداني نقل المعلومات فقط إلى الجهات المعنية بهدف تقليل معاناة المدنيين، مؤكدًا أنها ليست جهة لتقصي الحقائق أو جهة تحقيق، لكنها تقوم فقط بأدوار إنسانية في مناطق الحروب والصراعات مثل: التأكد من سلامة الأسرى والمسجونين في مناطق الحروب والصراعات، لم شمل أفراد العائلات الذين شتتهم النزاعات، المساعدة في الوصول إلى رفات القتلى من خلال خبراء الطب الشرعي العاملين باللجنة بالتعاون مع أسر المفقودين، ومن خلال قسم الإعلام باللجنة يتم تقديم دورات لطلبة الجامعات، الإعلاميين، ورجال الجيش والشرطة، للتعريف باللجنة الدولية وجهودها.