من الإعدام إلى البراءة : تامر الباشا يُحدث معجزة قانونية في إحدى قضايا الصعيد
 
 
في واقعة قضائية أثارت الرأي العام المصري وأصبحت حديث وسائل الإعلام، تمكن تامر الباشا المحامى بالجنايات والدستورية العليا من قلب مسار قضية قتل في إحدى قرى الصعيد، بعدما نجح في تحقيق البراءة الكاملة لمتهم صدر ضده حكم بالإعدام في محكمة الجنايات أول درجة، في مثال نادر على قوة الدفاع القانوني المتمرّس وفن المرافعة أمام محاكم الجنايات.
خلفية القضية
أحداث القضية بدأت بالعثور على جثة شاب في ظروف غامضة، لتتهم النيابة أحد أصدقائه المقربين بارتكاب الجريمة ، صدر في أول درجة حكم بالإعدام شنقًا استنادًا إلى شهادة أحد الجيران، تقرير أولي للطب الشرعي، وبعض الافتراضات القانونية، وسط حالة من الجدل الإعلامي.
الدفاع الذي قلب الموازين : عند تولي تامر الباشا الدفاع في مرحلة الاستئناف، بدأ بدراسة الملف ورقة ورقة، تفصيلًا تفصيلًا، واكتشف عدة نقاط ضعف جسيمة في القضية:
تناقض الشهود الأساسيين: جميع الشهود الذين استندت إليهم المحكمة في الحكم الأول قدموا أقوالًا متناقضة حول موقع المتهم، وقت وقوع الجريمة، وطبيعة الحدث ، الباشا استخدم هذه التناقضات لتفنيد فرضية النيابة وإظهار أن الاتهام لم يثبت بدليل قاطع.
التحليل الفني والطبي المشكوك فيه: كشف الباشا أن تقرير الطب الشرعي الأولي لم يحدد زمن الوفاة بدقة، وأن هناك تناقضات بين تقرير الطب الشرعي ومسرح الجريمة ، أظهر أن أداة الجريمة المزعومة لم يتم العثور على أي بصمات للمتهم عليها، ما أسقط أي أساس لإثبات التهمة.
غياب الدافع والإثبات المادي: لم تثبت النيابة وجود دافع للقتل، ولم يُقدّم أي دليل مادي يربط المتهم بالجريمة بشكل يقيني، الباشا أكّد أن القانون لا يسمح بإعدام إنسان بناء على الظن أو الشك.
الضغط أثناء التحقيقات الأولية: أشار الدفاع إلى أن الاعتراف الذي استندت إليه النيابة جاء تحت ضغط التحقيق، وهو ما يناقض القواعد القانونية ويجعل الاعتراف لاغيًا ، في جلسات المحكمة، قدّم تامر الباشا مرافعة امتدت لساعات، محورها الحقائق واليقين القانوني.
قال أمام هيئة المحكمة: “روح الإنسان لا تُزهق إلا عندما يكون هناك يقين لا يحتمل الشك، والقانون اليوم يحمي هذا اليقين، ولن نسمح للظن أن يزهق حياة بريئة ، وبعد مداولات قضائية دقيقة، أصدرت محكمة الجنايات المستأنفة حكمها بالبراءة الكاملة، وإخلاء سبيل المتهم فورًا.
وكانت لحظة النطق بالحكم مليئة بالتأثر، حيث انفجرت القاعة بالدموع وتصفيق أسرة المتهم وكل من تابع القضية، في لحظة نادرة من الانتصار للعدالة على الظلم القانوني.
وصف خبراء القانون الحكم بأنه انتصار للعقل والمنطق القانوني المصري، مشيدين بالدفاع الاستثنائي الذي قدّمه المستشار تامر الباشا، معتبرين أن هذه المرافعة ستصبح مثالًا يُدرَّس في كيفية الدفاع أمام محاكم الجنايات.
بهذا الحكم، يواصل تامر الباشا ترسيخ مكانته كأحد أعمدة الدفاع في مصر، ورمز للضمير القانوني الذي لا يرضى إلا بالحقيقة، مؤكدًا أن المحاماة ليست مهنة فقط ، بل رسالة مقدسة للدفاع عن الإنسان والعدالة معًا.
 
                      
          
                 
    
 
    
 
 
                                     
 
                                     
 
                                    