عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الأمم المتحدة: مقتل 4400 طفلًا في غزة خلال شهر

فولكر تورك - مفوض
فولكر تورك - مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان

وزع مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، اليوم الجمعة، إحاطة إعلامية تضمنت تصريحات منسوبة لـ فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، حول الأوضاع في غزة، وذلك خلال زيارته إلى العاصمة الأردنية عمان.

 

وقد استهل فولكر تورك تصريحاته قائلًا: "أنهيتُ للتو مكالمة هاتفية مع أحد زملائنا في رفح. لقد اضطر إلى الخروج بسرعة من مدينة غزة مع زوجته، وهي حامل في شهرها السابع، وطفليه الصغيرين وأفراد آخرين من عائلته، بعد أن دمر القصف الإسرائيلي مباني محيطة بهم. طفلاه، اللذان يبلغان تسعة وسبعة أعوام، يطرحان عليه أسئلة لا يعرف كيف يجيب عليها: "لماذا يحدث هذا لنا؟ ماذا فعلنا كي نستحق ذلك؟".

 

وأضاف "تورك" بحسب الإحاطة الإعلامية: "زميلة فلسطينية أخرى في فريق الأمم المتحدة في غزة روت لي كيف اضطرت للفرار في الساعة الواحدة صباحاً مع أطفالها للعثور على مأوى بعيدًا عن منزلهم، لكنها تُبقي حقائبَها قريبة دائمًا لأنها قد تضطر إلى الفرار مجددًا في وقت قصير. قُتلت قريبة لها أمس، وقتل أيضًا أصدقاء مقربون لها أول أمس. المياه شحيحة والخوف منتشر. أعرب لي العديد من الزملاء الآخرين عن فجيعتهم بمقتل العشرات من أحبائهم خلال الشهر الماضي. كانت تلك للأسف رواية متكررة سمعتها خلال اليومين الماضيين".

 

وتابع مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: "في زيارة قصيرة إلى مستشفى العريش في رفح المصرية، رأيتُ العديدَ من الأطفال المصابين في غزة. كان هناك طفل عمره ثلاث سنوات وقد كُسرت ساقاه، وطفلٌ وطفلة يبلغ كلاهما خمسة أعوام مصابان بحروق شديدة، وطفلة في الثامنة من عمرها تعاني من إصابات في العمود الفقري، بالإضافة إلى آخرين. هؤلاء هم الأطفال الذين يعتبرون محظوظين، إذ عانوا بشدة ولكنهم ما زالوا على قيد الحياة، ويتلقون العلاج الطبي المناسب".

 

مقتل 4400 طفلًا في غزة خلال شهر 

 

صرح كذلك فولكر تورك قائلًا: "كما تعلمون، فقد قُتل نحو 4400 طفل في غزة خلال الشهر الماضي، حسب وزارة الصحة في القطاع. وربما لا يزال كثيرون آخرون محاصرين تحت أنقاض المباني التي تم قصفها. أكثر من 26 ألف شخص أصيبوا، وهم إما ليس بإمكانهم تلقي العلاج بسبب انهيار النظام الصحي في غزة، أو يواجهون احتمال الخضوع لعمليات جراحية من دون تخدير".

 

كما قال: "سمعتُ أيضًا عن أشخاص من ذوي الإعاقة فقدوا مقدمي الرعاية لهم، وإمكانيةَ حصولهم على الأدوية الأساسية. كان على الناس اتخاذ قرارات مصيرية بشأن ترك أحد أفراد الأسرة من ذوي الإعاقة والمخاطرة بالتعرض للضربات في طريق الهروب، أو البقاء معهم والمخاطرة بالتعرض للقصف في المنزل".

 

وأوضح المسؤول الأممي: "كما سمعت مع نشطاء إسرائيليين مدافعين عن حقوق الإنسان، أنهم يشعرون بأسىً وغضبٍ شديدَيْن إزاء محنة المدنيين في غزة. ويشعرون أيضًا بالانزعاج مما يسببه ذلك لإسرائيل. في الواقع، ما قالوه لي – وأنا أقتبس: "لا يُسمح لنا بالتظاهر من أجل السلام. سنخرج من هذه الحرب بحرية أقلّ بكثير. لا نعرف أي نوع من المجتمع سينتج بعد أن ينتهي كل ذلك". وسمعت من نشطاء فلسطينيين مدافعين عن حقوق الإنسان مخاوفهم بشأن ازدواجية المعايير. وشددوا على فشل المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته بضمان احترام القانون الدولي الإنساني، واستخدام تأثير الدول لوقف المعاناة غير المعقولة للمدنيين وسط هذا الجنون".

 

تسوية عشرات المنازل بالأرض

 

قال أيضًا "تورك": "إن للقصف الإسرائيلي المكثف على غزة، بما في ذلك استخدام الأسلحة المتفجرة شديدة التأثير في المناطق المكتظة بالسكان، وتسوية عشرات آلاف المباني بالأرض، تأثيراً مدمراً على الوضع الإنساني وحقوق الإنسان. بعد أربعة أسابيع من القصف الجوي والمدفعي من قبل القوات الإسرائيلية في غزة، أصبحت الآثار العشوائية لهذه الأسلحة في منطقة مكتظة بالسكان واضحة. على إسرائيل أن توقف فوراً استخدام مثل هذه الأساليب ووسائل الحرب، ويجب التحقيق في الهجمات. نحن مستمرون في مراقبة الغارات وعددٍ من الحوادث التي أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك الغارات على المناطق السكنية في جباليا ومدينة غزة والبريج والنصيرات والمغازي وخان يونس. وبالنظر إلى المستوى المرتفع، الذي يمكن التنبؤ به، من الضحايا المدنيين، والنطاق الواسع من الدمار الذي لحق بالمرافق المدنية، لدينا مخاوف جدية جداً من أن ترقى تلك إلىى مستوى هجمات غير متناسبة، في انتهاك للقانون الدولي الإنساني".

 

وأضاف: "الغارات بالتحديد على المستشفيات والمناطق المجاورة للمستشفيات في مدينة غزة مكثفة، وخاصة حول أكبر مستشفيين في المنطقة - المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا ومستشفى الشفاء في مدينة غزة. وفي الوقت نفسه، فإن الغارات على المناطق المحيطة تجعل الوصول إلى المستشفيات صعباً، بما في ذلك عن طريق تدمير الطرق".

 

وتابع: "بعض المستشفيات، مثل مستشفى القدس والشفاء، تلقت أوامر إخلاء تضاف إلى تلك التي تلقاها جميع سكان شمال غزة. لكن مثل هذا الإخلاء، كما حذرت منظمة الصحة العالمية، هو بمثابة حكم بالإعدام، في سياق ينهار فيه النظام الطبي بأكمله، وحيث لا تملك المستشفيات في جنوب غزة القدرة على استيعاب المزيد من المرضى".